شدّد محمد الساسي القيادي اليساري، حين مقارنته الوضعية الحقوقية والسياسية بالمغرب بين 2001 و2021، أن "النقاشات في الإعلام العمومي إلى حد ما كانت فيها جرعة من الحرية، وسُمح بهامش من النقد. طبعا لم نعش يوما في الديمقراطية".
وأضاف الأستاذ الجامعي في ندوة "مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة تحت عنوان "المغرب إلى أين"، أمس الجمعة، "كنا نعيش هامشا ديمقراطيا أي جرعة محددة ومراقبة من الحريات، طبعا الهدف الديمقراطي ولا زال، تحويل الهامش إلى ديمقراطية، هذا ما وقع تسميته استراتيجية النضال الديمقراطي".
وأوضح المتحدث ذاته أن "النظام دائما، هدفه تسويق الهامش على أنه هو الديمقراطية، ولا حاجة لشيء آخر، ونخشى اليوم أن يتحول هذا الهامش الديموقراطي نفسه إلى عدم، لم نعد نطمع أن يتحول الهامش إلى ديمقراطية بل نخاف أن ينقرض ويفنى".
ولفت الساسي الانتباه إلى أن "الفترة الأخيرة الممتدة من 2011 إلى 2021 جاء دستور متقدم على الدساتير السابقة، طبعا لا يقدم لنا وصفة الملكية البرلمانية، وكان المفروض أن يؤسس لمرحلة المزيد من الحريات".
وأشار القيادي اليساري إلى أن "النظام يبدو ظاهريا تغلب على الأحزاب، وانتصر على خصومه، أسكت كثير من الأفواه، وتحكم في الكثير من النخب وتحكم في آلية الترويض، وكل ما يفعله ينتم عن الخوف من عودة حركة 20 فبراير أو حركة شبيه بها".
وأبرز أن "هذه نقطة ضعفه، ما يبدو لنا قوة هو في الأصل ضعف، لمواجهة عشرين فبراير النظام أدخل الإسلاميين في 2011 في الحكومة، ولمواجهة حركة مقبلة من سيدخل؟ ما هي الجهة أو الهيئة التي تجمع بين القوة والمصداقية التي يمكن اللجوء إليها لتلعب دور الإطفائي بالنسبة لانتفاضة جماهيرية مقبلة".