حمزة حبحوب
عبر كرنفال احتفالي مميز أعلن مساء اليوم الخميس عن انطلاق الدورة الثانية والعشرين من مهرجان "كناوة.. موسيقى العالم" المنظمة في مدينة الصويرة ما بين 20 و 23 يونيو الجاري، والتي اختير لها شعارا هذه السنة "دعوة إلى السفر"، كناية عن اعتبار الموسيقى المحتفى بها تذكرة سفر في الموضوعات والقيم التي تطرحها.
وبحضور المستشار الملكي أندري أزولاي ووزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج ومديرة المهرجان نائلة التازي ووسط حشد كبير من الجماهير، جالت عشرات الفرق الموسيقية التقليدية على رأسها "كناوة"، و"عيساوة" وفرق رقص شعبي أمازيغي شوارع وأزقة المدينة القديمة للصويرة، عازفة إيقاعات إفريقية ومغربية شعبية باستخدام الطبول والقراقب، لقيت استحسان الحاضرين الذين تفاعلوا معها بانسجام إلى غاية نهاية الكرنفال بساحة مولاي الحسن، حيث المنصة الرسمية للمنصة.
التظاهرة الفنية استطاعت على مر أزيد من واحد و عشرين سنة، اكتساب طابع العالمية وباتت محجا لعشاق موسيقى "كناوة" من مختلف الدول، كما استأثرت باهتمام كبير من لدن الباحثين والأكادميين المختصيين في المجال، وحسب مديرة المهرجان نائلة التازي فإن "المهرجان يروم خلق جسر تواصل بين كبار "المعلمين" في المغرب، ونخبة الموسيقيين على الساحة الدولية بغية وصل موسيقى الأجداد بالموسيقى المعاصرة، وبالتالي خلق روح المهرجان المميزة له" ولعل أبهى تجل لهذا المسعى حسب منظمي التظاهرة هو الحرص الدؤوب على تحقيق "الارتجال الموسيقي عبر المزج بين المعلمين ونجوم الجاز العالميين".
الوزير محمد الأعرج نوه من جهته بالمهرجان وقال إنه استطاع تشييد صرح موسيقي يتميز بطقوس احتفالية متفردة، الوزير أشار أيضا إلى أن الحيثيات التاريخية التي أنتجت هذا الفن الموسيقي، جعله لونا غنائيا ملهما استقطب بفضل إيقاعاته الروحية أعدادا معتبرة من الشباب والمحبين من مختلف الفئات.وتثمينا للتراث الكناوي الذي يعتبر جزءا من الثرات اللامادي وعد الوزير بالموافقة على تصنيف ملف كناوة ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي من قبل منظمة اليونسكو، خلال الاجتماع السنوي الرابع عشر المقبل المزمع انعقاده بكولومبيا أواسط دجنبر المقبل، بالنظر لكون هذا الفن ذو أبعاد ودلالات إنسانية عميقة".
من جهة أخرى، ظل المهرجان وفيا لرؤيته التي سطرها قبل سبع سنوات والمتمثلة في طرح مواضيع مجتمعية مهمة من خلال تنظيم ندوات ونقاشات فكرية موازية يشارك فيها فاعلون محليون ودوليون، وذلك من خلال منتدى الصويرة لحقوق الإنسان، الذي يسائل هذه المرة الثقافة والمثقف حول دوره في تخفيف التوترات وتعزيز الحوار، في عالم بات موسوما بالعنف والانقسامات أكثر من أي وقت مضى، حسب تعبير منظمي التظاهرة.