الشركة الوطنية للطرق السيارة.. تأخيرات وصعوبات في الصيانة تثير القلق قبيل استضافة المونديال

خديجة قدوري

في إطار مهمة استطلاعية نظمتها لجنة من النواب، تم عقد سلسلة من الاجتماعات والقيام بزيارات ميدانية إلى الشركة الوطنية للطرق السيارة، بهدف تقييم حالتها المالية والإدارية.

وسجل التقرير الصادر عن المهمة الاستطلاعية أن الشبكة الطرقية تعاني من مشاكل متعددة أبرزها تأخر عمليات الصيانة ووجود مقاطع متدهورة تهدد سلامة مستعملي الطريق. ومن بين الأمثلة على ذلك، الطريق السيار باتجاه أكادير، خصوصًا بين النقطة الكيلومترية 326 و336 ذهابًا وإيابًا، حيث يعاني من تدهور واضح، بالإضافة إلى انعدام الإنارة في عدة مواقع وتوقف تمديد الشبكة منذ عام 2015 عند 1772 كيلومترًا.

وأشار التقرير إلى تأخر إنجاز العديد من المشاريع المبرمجة ضمن الشبكة الطرقية، مثل مقطع برشيد-تيط مليل الذي كان مبرمجًا منذ الاتفاقية الإطار لعام 2008، وتفويت ورش ميناء الناظور غرب المتوسط-كرسيف للمديرية العامة للطرق. كما شمل التأخير تثليث محور تيط مليل-المطار عبر بوسكورة وسيدي معروف، بالإضافة إلى التدهور المستمر لمحور فاس-تازة-وجدة، مما يتطلب حلاً جذريًا لضمان سلامة المستخدمين.

وسجل المصدر نفسه ضعف نسبة التأطير داخل الشركة مقارنة بالمتطلبات التقنية للعمل، حيث غادر حوالي 122 موظفًا، من بينهم 77 إطارًا، مما أثر على استقرار الموارد البشرية وكفاءة العمل. وأكد التقرير أن الشركة لجأت إلى مكاتب دراسات أجنبية لإعادة تنظيم هيكلتها، إلا أن هذه الجهود لم تسفر عن نتائج ملموسة تسهم في تحسين وضع التأطير واستقرار الأطر داخل المؤسسة.

وفيما يخص الاستغلال والسلامة الطرقية، أفاد التقرير بأن سيارات أعوان الإغاثة تفتقر إلى الوسائل اللوجستية ومعايير السلامة المطلوبة، مما يعوق قدرتها على تقديم الخدمات الضرورية لمستعملي الطريق السيار بالشكل المطلوب.

ولفت المصدر ذاته إلى انعدام النظافة وغياب مواد التنظيف ومتطلبات الوقاية الصحية والسلامة بمختلف محطات الأداء على الطرق السيارة، مما ينعكس سلبًا على جودة الخدمات المقدمة. وأشار إلى الظواهر السلبية المنتشرة في باحات الاستراحة، أبرزها وجود عدد كبير من الباعة المتجولين وانعدام الأمن، بالإضافة إلى الروائح الكريهة الناتجة عن تفريغ مياه شاحنات نقل الأسماك.

كما سلط التقرير الضوء على أخطار عديدة تهدد سلامة مستعملي الطريق السيار، من بينها كثرة الشاحنات المحملة بالتبن التي تستخدم الطرق ليلاً، ودخول الحيوانات، وضيق الممرات المخصصة للدرك الملكي ومراقبي الجمارك.

 وأبرز التقرير، أيضا، مشكل الاكتظاظ الناتج عن عدم تشغيل عدد كافٍ من الشبابيك المخصصة لاستخلاص العبور، خاصة خلال العطل وعطل نهاية الأسبوع، مما يؤدي إلى تعطيل الحركة في المحطات. كما تجدر الإشارة إلى أن توقف إدارة استخلاص بطاقات جواز ليلا يخلق مشاكل لدى السائقين.

وذكر التقرير أن الإقبال المتزايد على مختلف مقاطع الطرق السيارة جعل من الضروري البحث عن حلول لتطوير الشبكة وصيانتها بسرعة وفعالية. وفي هذا السياق، لجأت الشركة إلى مكاتب دراسات أجنبية لتقييم الحالة الراهنة للطرق السيارة ووضع برامج متطورة تسعى إلى تحسين جودتها وتلبية توقعات المستخدمين.

وكشف المصدر نفسه أن أكبر تحدٍ يواجه الشركة حاليًا يتمثل في تنظيم المغرب لكأس العالم سنة 2030، وهي تظاهرة عالمية ستجعل من المملكة وجهة لدول العالم. وأكد التقرير على ضرورة توفير بنية تحتية متطورة تعكس مكانة المغرب وتاريخه، مع التركيز على إدخال تقنيات حديثة لتقييم حالة الطرق السيارة وتسريع وتيرة الصيانة بما يتناسب مع هذا الحدث الكبير.

ونوه التقرير إلى أنه فيما يتعلق بالمشاريع المستقبلية، تم مواصلة أشغال بناء الطريق السيار تيط مليل-برشيد بطول 30 كلم وبكلفة مالية تقدر بحوالي 2.5 مليار درهم. ويهدف هذا المشروع إلى تسهيل حركة المرور لمستعملي الطريق السيار القادمين من الشمال والغرب والمتوجهين نحو جنوب المملكة.