ساعات فقط تفصل الجماهير المغربية والتونسية عن المباراة الودية التي ستجمع الطرفين بملعب فاس الكبير، في إطار تحضيرات المنتخبين للاستحقاقات القارية المقبلة.
ورغم أن المواجهة تندرج في إطار رياضي، إلا أن الصحافة التونسية خصصت حيزا هاما ضمن متابعاتها اليومية، لرصد آخر التفاصيل التي تهم الموعد الودي.
صحيفة "الرأي الجديد"، ركزت على أن المباراة تمثل محطة اختبار أولى للمدرب سامي الطرابلسي، الذي تم تعيينه في الفترة الأخيرة على رأس العارضة الفنية لـ"نسور قرطاج".
واعتبرت الصحيفة أن المباراة ستمنح الطاقم التقني فرصة مهمة لاختبار جاهزية اللاعبين في مواجهة خصم من العيار الثقيل، والذي يعد من أبرز المرشحين للتتويج بالنسخة المقبلة لكأس أمم إفريقيا حسبها.
بين كرة القدم والدبلوماسية الرياضية
وسلطت تقارير إعلامية أخرى ضمنها "Tunisie Telegraph" الضوء على الجدل والتفاعلات بمنصات التواصل الاجتماعي قبل المواجهة.
ونقلت الصحيفة تفاعلات عدد من مناصري الأسود، الذين عبروا عن رفضهم لإقامة اللقاء.
وتابع المصدر ذاته، أن البعض ذهب إلى حد مطالبة الجامعة الملكية المغربية بإلغاء المواجهة، في ظل ما اعتبروه "مواقف غير ودية" من الاتحاد التونسي خلال الانتخابات الأخيرة لـ"الكاف".
ورغم هذا الجدل، شددت الصحيفة على أن المباراة تظل فرصة مهمة لتجديد أواصر التعاون الرياضي بين البلدين، وإعادة الاعتبار لقيم التنافس الشريف والعلاقات الأخوية بين الشعبين.
الجماهير على خط الحدث
في سياق متصل، أشارت بعض وسائل الإعلام التونسية إلى أن إقامة المباراة في المغرب تمنح فرصة للجماهير التونسية للاطلاع عن قرب على سير التحضيرات الجارية لتنظيم كأس الأمم الإفريقية، خاصة من حيث البنية التحتية والمنشآت الرياضية.
واعتبر البعض أن هذه المباراة قد تكون بمثابة "بروفة تنظيمية" غير مباشرة للبلد المضيف، وفرصة للجماهير التونسية لمواكبة تحضيرات "الكان" قبل عودتها إلى المغرب شهر دجنبر المقبل.
أكثر من مجرد مباراة ودية..
أطلق أعضاء من بعثة المنتخب التونسي تصريحات "مستفزة" قبيل المواجهة الودية المرتقبة أمام المنتخب المغربي، والتي تحتضنها مدينة فاس مساء اليوم الجمعة.
قائد "نسور قرطاج"، فرجاني ساسي، أكد أن تونس "لن تأتي للنزهة"، مضيفاً بنبرة واثقة: "ربما يظنون أنها مجرد مباراة ودية أو استعراضية في افتتاح ملعب جرى تجديده، لكنهم سيتأكدون أن التونسيين لن يأتوا للتسلية... سنعود إلى ديارنا بنتيجة الفوز".
من جهته، صعد مساعد المدرب زياد الجزيري من لهجة التحدي، قبل الموعد الودي قائلا إن المغرب "سيحاول الانتصار علينا لأننا دائما نفوز عليهم"، في تلميح إلى تفوق تونس في المواجهات السابقة، وهو الأمر غير الصحيح.
أما سامي الطرابلسي، مدرب المنتخب التونسي، ففضل التركيز على الجوانب الفنية، مؤكدا أن اللقاء سيمثل اختبارا حقيقيا لتحضيرات فريقه لنهائيات كأس الأمم الإفريقية، مشيرا إلى ثقته في قدرة لاعبيه على تحقيق نتيجة إيجابية.