عادت قضية الصراع بين الرعاة الرحل وسكان بعض المناطق في جهو سوس إلى الواجهة من جديد، بعدما تجددت الاحتكاكات بين الطرفين، نتيجة الرعي "الجائر"، وقالت مصادر من إحدى القرى الواقعة ضواحي مدينة تارودانت إن الصراع عاد إلى الواجهة الثلاثاء.
وكشف عادل أداسكو، عضو لجنة الحوار مع المسؤولين حول إشكالية الرعي الجائر، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، إن دوار أزغار أمسليتن، بضواحي تارودانت تعرض يوم الثلاثاء 05 نونبر إلى هجوم من طرف رعاة رحل، وأن المهاجمين منعوا الساكنة من الذهاب إلى أراضيهم التي هي ملك لهم ورموهم بالأحجار مستعملين "الجبّاد" كسلاح في المواجهات.
وأضاف أداسكو أن سكان الدوار اجتمعوا اليوم، وغالبيتهم نساء، للقيام بمسيرة جماعية نحو مركز درك أيت عبدالله لوضع شكاية جماعية ضد هؤلاء الرعاة الرحل الدين هاجموهم على أراضيهم.
وأضاف المصدر أن هناك حالة غضب كبير في صفوف سكان الدواوير التابعة ترابيا لمدينة تارودانت، وأنهم يلقون مسؤولية ما تعرضوا له على عاتق السلطات.
ويضيف أداسكو أن موضوع الرعي الجائر عاد من جديد إلى الواجهة في جهة سوس، ليخلق الاحتقان، إذ سبق وتعرضت قبل أسبوع دواوير لهجمات من طرف الرعاة الرحل، وهي دواوير تغرمان وأيتوغاين ودوتكاديرت وبلدة باكو.
وحسب أداسكو، فإن هذه الهجمات أصبحت شبه يومية بتراب جماعة تومليلين (إدوسكا أوفلا)، ما جعل الساكنة تفقد ثقتها في السلطة من جهة، ومن جهة أخرى في المسؤولين عن المجلس القروي تومليلين كونهم لم يقدموا أية مبادرة لوقف زحف قوافل الرعاة الرحل الذين تنظموا على شكل ميلشيات يهاجمون كل من يطالبهم بالابتعاد عن أملاكه وأراضيه.
وقال "إننا نندد بهذه الهجمات وبالأضرار التي تُخلّفها قطعان مواشي الرحل على النبات والشجر وموارد المياه. كما ندعو إلى تشكيل لجنة استطلاع مستقلة للوقوف على حجم الأضرار والاعتداءات ومعاينة الآثار المدمرة لآفة الرعي الجائر ميدانيا ومحاسبة كل الرعاة الذين يهاجمون أملاك الساكنة".
وذهب عبدالله أيت سيحمو، نائب رئيس جماعة تومليلين، في الاتجاه نفسه. وقال، في تصريح هاتفي لـ"تيلكيل عربي"، إن القرى التابعة لمدينة تارودانت تعيش احتقانا كبيرا هذه الأيام بسبب عودة عمليات الرعي الجائر.
وأضاف أن الإشكال في هذا الهجوم الجديد يتجلى في استهدافه لأراضي الخواص، وليس أراضي الجموع أو أراضي تدخل في إطار الملك الغابوي، كما أن الهجمات المسجلة في الأيام الأخيرة استهدفت ضيعات شجر اللوز على امتداد مساحة تقدر بـ20 كيلومتر، ما تسبب في خسائر مالية كبيرة لملاكها.
ويرى أيت سيحمو أن الجماعة القروية لتومليلين راسلت الجهات الوصية، سواء الإقليمية أو المركزية، من أجل التنديد بهذه الهجمات، وأن السلطات المنتخبة تجد نفسها بين مطرقة السكان وسندان الرحل، وتابع "لقد زرت بعض الرحل من أجل إقناعهم بضرورة عدم مهاجمة أراضي الخواص، لكنهم لا يأبهون بما نقول، ولا دراية لهم بالقانون 113 الخاص بتنظيم الرعي. إن الاحتقان ليس مقتصرا على السكان، بل حتى المسؤولون المتخبون صاروا يعيشون خوفا وقلقا من هذه الهجمات".
وختم أيت سيحمو بأن الحل الوحيد لوقف هذا المشكل هو هطول الأمطار وتدني درجات الحرارة، لأنها العدو الحقيقي لماشية الرحل، فهم يبحثون عن أماكن دافئة لتجنب نفوق دوابهم.