الصيام.. حمضي: الجسم لا يستطيع تدبير الإفراط في التغذية مما يؤدي إلى أمراض خطيرة

خديجة قدوري

يعتبر الصيام جزءا من طبيعة حياة الإنسان على عكس الإفراط والتخمة، حيث إن جسم الإنسان مهيأ جيدا للتكيف مع نقص التغذية عن طريق تشغيل العديد من الآليات تلقائيا لضمان استمرارية وظائف الأعضاء والبقاء على قيد الحياة لعدة أيام أو حتى أسابيع كما في حالات الإضراب عن الطعام طويل الأمد.

لكن الجسم لا يستطيع، في المقابل، التكيف أو تدبير الإفراط في التغذية مما يؤدي إلى ظهور أمراض خطيرة.

وفي هذا السياق، قال الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية لموقع "تيلكيل عربي"، اليوم الثلاثاء، إن للصيام وظيفة حمائية ووقائية مهمة ضد أمراض التمثيل الغذائي والالتهابات وما إلى ذلك، كما تثبت بالدراسات أن له فوائد علاجية كذلك.

وأشار حمضي إلى أن الجسم يدخل فعليا في حالة الصيام بعد حوالي 8 ساعات من الوجبة الأخيرة، أي عندما تنتهي الأمعاء من امتصاص العناصر الغذائية الموجودة في الطعام المهضوم، بعد ذلك يستخدم الجسم سكر الجلوكوز المخزن في الكبد والعضلات للحصول على الطاقة.

وأفاد المصدر ذاته أنه "مع استمرار الصيام، وبعد استنفاد احتياطيات الجلوكوز في الكبد والعضلات، يتوجه الجسم، عند الضرورة، إلى استعمال الدهون واستهلاكها".

ولفت الباحث في السياسات والنظم الصحية الانتباه إلى أنه عن طريق حرق الدهون ينخفض الوزن، وتنخفض مستويات الكوليسترول السيئ، وينخفض السكر في الدم، ما يساعد على فقدان 5 بالمائة من الوزن الأولي في حال احترام نظام غذائي صحي ومتوازن.

وأضاف حمضي أنه يتم التقليل  من مخاطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والشرايين: النوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض أخرى. بالإضافة إلى التخلص من السموم، وخلال النصف الثاني من شهر رمضان، يتكيف الجسم تماما مع الصيام كما يتخلص القولون والكبد والكلى والجلد من السموم المتراكمة".

وفي سياق متصل، أوضح المتحدث ذاته، أنه بفضل الصيام يصبح للجسم "الوقت" والوسائل لأداء العديد من الوظائف التي كان مشغولا عنها سابقا، كالترميم الذاتي وإزالة السموم وتجديد الخلايا وتقوية الأنسجة وبالتالي فتأثير الصيام خلال شهر رمضان على جهاز المناعة إيجابي.

كما أبرز المصدر ذاته أن الصيام العلاجي له آثار إيجابية على الصحة العقلية، وتعزيز هرمونات الشعور بالرضا، وتحسين الحالة المزاجية، والمساعدة في تخفيف التوتر والقلق والاكتئاب، كما يحسن اضطرابات الجهاز الهضمي مع تحسين الهضم.

وشدد على ضرورة تعويض تقليل تناول السوائل أثناء الصيام بين فترات الإفطار والسحور لتجنب الاجتفاف.