العالم المغربي رشيد يزمي مصدوم من نتائج جائزة نوبل للكيمياء لهذا العام، رغم أنه كان سباقا في بداية الثمانينات لتطوير بطاريات الليثيوم القابلة للشحن هذا ما صرح به لـ"تيلكيل عربي".
لم يفهم كثيرون إقصاء عالم مغربي من جائزة نوبل للكيمياء، رغم أنه كان سباقا في بداية الثمانينات لتطوير بطاريات الليثيوم القابلة للشحن، التي أحدثت ثورة كبيرة في مجال الأجهزة الإلكترونية المحمولة، فهل يمكن اعتبار إقصاء رشيد يزمي حيفا؟
فوز سابق مع الفائزين
يقول العالم المغربي لـ"تيلكيل عربي" إنه صدم بداية، لأن اسمه لم يرد مع الفائزين بجائزة نوبل للكيمياء، خاصة وأن الثلاثة الفائزين بها، وهم الأمريكي من أصل ألماني جون ب. غودنوف والبريطاني ستانلي ويتنغهام والياباني أكيرا يوشيرو، أصدقاء له، وسبق أن توج صحبة غودنوف ويوشيرو، إضافة إلى عالم ياباني آخر هو يوشييو نيشي سنة 2014، بجائزة تشارلز درابر التي تمنحها الأكاديمية الوطنية للهندسة في واشنطن، وهي جائزة تعادل في قيمتها العلمية جائزة "نوبل"، وتوصف بـ"جائزة نوبل للهندسة"، ويضيف "قبلها بسنتين؛ أي في العام 2012، فزنا نحن الثلاثة أنا وغودنوف وأكيرا يوشيرو بميدالية جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE)، ما يعني أننا زملاء وأصدقاء، وأنا أنادي دوما غودنوف بوالدي، لأنه رجل مسن، وللإشارة فهو اليوم العالم الأكبر سنا الذي نال نوبل، عن عمر 97 عاما".
يضيف يزمي بأنه أحس بالحيف، ورأى في إسقاط اسمه ظلما وجورا، ويقول "بالتأكيد إنه قرار جائر، وفيه حيف كثير، لكن، في الوقت ذاته، لا يمكن لأحد أن يطرح السؤال لماذا جرى إقصاء عالم واختيار آخر، لأن هوية المصوتين تبقى طي الكتمان تفاديا للاحتجاج والانتقادات. ربما لأن 'نوبل' لا تمنح لأكثر من ثلاثة علماء، لذلك جرى إسقاط اسمي، على اعتبار أني العالم الأصغر سنا من بين المتوجين الثلاثة".
ما الفرق بين الإنجازات؟
يشرح يزمي بالتفصيل في حديثه الهاتفي مع "تيلكيل عربي" الفرق بين إنجازات العلماء الثلاثة وإنجازه العلمي المرتبط ببطارية الليثيوم، ويوضح "لقد بدأت أنا وغودنوف في السنة ذاتها أبحاثنا حول الليثيوم. هو كان حينها أستاذا في أوكسفورد، وأنا في عمر 26 عاما، باحثا في جامعة غرونوبل، هو اشتغل بداية على مفهوم بطارية الليثيوم سنة 1980، وهي السنة التي اكتشفت فيها مادة "كرافيت" التي تسمح بإعادة شحن بطارية الليثيوم، في حين أن غودنوف، اشتغل فقط على مادة الكاتود، وكان أول من اكتشف أن هذه المادة لها إمكانات أكبر إذا تم تصنيعها بأوكسيد فلزي بدلا من كبريتيد الفلز. وبعد إجراء بحث منهجي أثبت في عام 1980 أن أوكسيد الكوبالت مع أيونات الليثيوم المقربة يمكن أن ينتج ما يصل إلى أربعة فولت. لقد كان تقدما مهما من شأنه أن يؤدي إلى بطاريات أكثر قوة، حينها لم نكن نعرف بعضنا، لكن، فيما بعد، وحدتنا أبحاثنا حول بطاريات الليثيوم، وصرنا صديقين، والأمر ذاته ينطبق على العالم الياباني".
ويتابع يزمي: "يوشيرو بدأ أبحاثه سنة 1985، لينتج أول نموذج تطبيقي لبطارية ليثيوم قابلة للاستخدام. بدلا من استخدام الليثيوم التفاعلي في مادة الأنود، مستخدما 'كوك البترول' وهي مادة كربونية، مثل أوكسيد الكوبالت، من الكاثود، يمكن من إقحام أيونات الليثيوم".
وعن العالم الثالث ستانلي ويتنهام، أوضح يزمي أنه اشتغل في السبعينات، على تصور لبطارية لمواد اندماج الكاتود، غير أنه استعمل الليثيوم الصلب، ما يؤدي إلى انفجار البطارية.
ويوضح أن بطاريات الليثيوم التي تستعمل من الكاتود تنتشر بنسبة 20 في المائة، أما التي تستعمل الغرافيت، فهي منتشرة بنسبة 90 في المائة.
وبعيدا عن التفاصيل العلمية والفرق بين إنجازات العلماء الثلاثة، يشرح يزمي أن الفوز بجائزة نوبل يتطلب من المترشح أن يتوفر على قوة لوبيينغ كبيرة، وهو الأمر الذي افتقده اليزمي، وقال "كم من مغربي كان يعرف مسبقا أن هناك عالما مغربيا مرشحا لنوبل للكيمياء. أكيد العدد لا يتعدى العشرات، أضف إلى ذلك أن العلماء الثلاثة كانوا دوما مساندين برسائل دعم تصل إلى الأكاديمية السويدية، وعددها بالمئات، في حين كم رسالة مساندة وصلت لدعمي؟، أعتقد أيضا أنها لم تتعدى العشرات".
ويضيف يزمي "العلماء الثلاثة يستحقون الفوز، وهذا أمر لا جدال فيه، لكن أود أن أشير إلى أن عالما مثل جون ب. غودنوف، منذ بداية التسعينات واسمه يتردد في ردهات الأكاديمية السويدية، بينما الياباني أكيرا بدأ ترشيحه في أواسط التسعينات، أما أنا فبدأ اسمي يتردد كمرشح لنوبل حتى عام 2012، وأنا على يقين أن القادم سيحمل مفاجآت جميلة، وأنا لم أقل كلمتي الأخيرة في مجال البحث العلمي".