بعد تفجر فضيحة الاعتداءات الجنسية وتحرشات هارفي وينستين، المنتج السينمائي العالمي بممثلات مشهورات طيلة سنوات، انطلقت حملة دولية في "تويتر" و"فيسبوك" تحث النساء على فضح المتحرشين. مشهورات مغربيات، قررن أن ينوبن عن جميع النساء المجبرات على الصمت، ويتحدثن في شهادات لـ"تيلكيل"، حول التحرش الجنسي الذي تعرضن له. في الحلقة السادسة، البوح لفوزية العسولي، الناشطة النسائية، ورئيسة المؤسسة الأورو-متوسطية للنساء.
التحرش عبء لا مناص لنا من حمله يوميا، وأيام كنت مناضلة في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أجبرت عدة مرات على أن أذكر، بكل حزم، رفاقا ذكورا وأساتذة جامعيين بحدودهم.
هؤلاء الرجال حاولوا ممارسة التحرشات بشكل متكتم، خارج الفضاء العام دائما وأبدا. ذلك أنني أحدثكم عن حقبة كان التحرش في واضحة النهار يعرض صاحبه للمحاكمة ولعقوبة صارمة في رحاب الجامعة نفسها.
حدث لي أن سألت المتحرش أمامي: "ما الذي تريد قوله؟"، لأضعه وجها لوجه مع بلاهته الشخصية. ولم أكن أتردد في تحويل الاجتماعات النقابية إلى محاكمات للمتحرشين بي علي.
إقرأ أيضا.. كوثر بودراجة: أشخاص يبعثون لي فيديوهات وصورا لأعضائهم الجنسية
لقد فضحت عدة نساء قادة يساريين معروفين ومحترمين، لا يعدمون جسارة للحديث عن المساواة، تحرشوا بهن.
أما الرجال الذين تحرشوا بي، فإنهم لم يعيدوا الكرة إطلاقا، ذلك أنني غير متسامحة في هذا المجال، وهم كانوا يعرفون إلى ماذا يعرضون أنفسهم معي.
من المحزن أن نتقبل الضربات، والمحيط يمكنه عدم تصديقنا نظرا لأن الأمر يتعلق بكلمة طرف ضد كلمة طرف آخر.
وبسب وعيي بأن التحرش رياضة رجولية، مارست الكاراتيه طوال ثلاث سنوات بمعية مجموعة صغيرة من النساء لتعلم كيفية الدفاع عن نفسي.
هذا يمنح الثقة في النفس، فالمتحرش، لما يشعر بأنك تستطيعين مواجهته جسديا، يتوقف عن فعلته.
إقرأ أيضا: سيطايل لـ"تيلكيل": وزير حاول استدراجي لأمارس معه الجنس
لقد أفقدت صديقة حميمة رجلا الوعي بعد أن وجهت إليه ضربة ماي-غيري (ضربة بالرجل من الأمام في الكاراتيه)، رجلا حاول الاعتداء عليها جنسيا في حافلة عمومية.