كشف رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، محمد بشير الراشدي، أمس الأربعاء، بالندوة الدولية للحكامة الرشيدة ومكافحة الفساد في إفريقيا، أنه "تمّ، في عام 2020 لوحده، تهريب رؤوس أموال قُدّرت بحوالي 89 مليار دولار".
وأعرب الراشدي عن أسفه لحصول إفريقيا على متوسط 33/100 درجة في مؤشر إدراك الفساد لمنظمة الشفافية الدولية، مشيرا إلى أنها تعاني من الفساد ومن العبء الكامل للعواقب الوخيمة لهذه الآفة أكثر من أي منطقة أخرى في العالم.
وأكّد رئيس الهيئة أن "جميع التقارير الإقليمية والدولية التي تتناول موضوع التنمية تضع الفساد بشتى أنواعه بين العوامل الرئيسية التي تقف أمام التنمية، وتضعف فرص البلدان لاغتنام جميع الفرص لضمان تنمية سوسيو اقتصادية، بما يتماشى مع إمكاناتها الحقيقية".
ونبّه الراشدي إلى أن "هذا الوضع لا يسير في اتجاه التحسّن"، موضحا أن "الفساد يتفاقم في سياق يتم فيه استغلال نمو الأسواق والمنظمات والتكنولوجيات، وتحويلها إلى أداة في خدمة تطوير ممارسات الفساد وغسيل الأموال والجرائم المالية".
كما حذّر من مخاطر جديدة للفساد تستغلّ مواطن القصور والثغرات التي أفرزها تدبير الاحتياجات الطارئة وضرورة الالتزام بتعبئة ميزانيات ضخمة، في ظلّ ظروف استثنائية تنكمش فيها القواعد الاحترازية ومتطلبات الإشراف ومراقبة التدبير العمومي.