الفنان المليحي يجر سحر الهندسة إلى رحاب الفن التشكيلي

محمد فرنان

اختار الفنان التشكيلي، محمد الأمين المليحي، عنونة معرضه بمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الإجتماعية للتربية والتكوين، الذي انطلق أمس الجمعة، وسيمتد إلى 10 مارس المقبل، بـ"سحر الهندسة".

المحيط

في هذا الصدد، قال الأستاذ لمادة التربية التشكيلية بأصيلة، "أعمالي مستوحاة من المحيط الذي عشناه، لذلك اسميت المعرض بـ"سحر الهندسة"، لأن الهندسة تفرض وجودها في كل مكان".

وأضاف في تصريح لـ"تيلكيل عربي" حول تأثير مدينة أصيلة في أعماله، أكد أن "التأثير لابد منه، مثلا نرى القبة والهندسة المعمارية القديمة والزخارف، والنجوم والشمس والقمر والسماء، وهذا كله له تأثيره".

وأكد أن "الهندسة لها طابع علمي، لكن لما كنا صغار حينما نرى في السماء، نتخايل الخطوط بين النجوم، وهذه طريقة هندسية، والتراث الإسلامي فيه جانب مهم من الهندسة".

أصيلة

وأبرز مصطفى زيان، باحث في التراث الثقافي والفنون، أن "الفنان محمد الأمين المليحي يستعير تجليات تراث وثقافة معشوقته أصيلة في أعماله الفنية لاستلهام الخصائص المكونة للهوية والثقافة عبر مسارات المكان والزمان في ارتباطها الوثيق بالمدينة والإنسان بغرض الكشف عن أبعادها ومكوناتها".

وأضاف أن "تجربته التشكيلية ترتكزُ على مقومات فنية وإبداعية غنية ومتعددة تطلبت منه جهدا ونفسا طويلا وعملا متواصلا تداخل فيه الذاتي بالموضوعي والداخلي، وأنتج لنا فنانا مبدعا ميزت أعماله الفنية برحابتها واتساع أفقها الإبداعي المنفتح على تأويلات متعددة، والحاضنة لألوان ورموز تراثية وأشكال هندسية تبهر العين وتثير شهية الناقد الفني الذي يرغب في سبر أغوار أعماله الفنية".

روح التراث

وشدد في شهادة له، تضمنها ملف المعرض، أن "لجوء الفنان الأمين المليحي إلى بناء أعماله من رموز وأيقونات وأشكال يستمدها من روح التراث وينسج على منوالها آفاقا رحبة من التعابير الفنية بحروف متناثرة بين ثنايا اللوحة/الموضوع، تستهوي المشاهد أو القارئ وتدعوه إلى السباحة بشكل تلقائي وعفوي بين جنبات اللوحة الفنية بكل أريحية وانسيابية، وأنتج تآلفا في تناغم تام بين الذات المبدعة وبين جماليات ودلالات الصورة الموضوع وبانسجام بين عناصر اللوحة المشكلة المنصور الذهني والوجداني".