أكدت الفیدرالیة الدیمقراطیة للشغل، بمناسبة تخليدها للعيد الأممي للعمال اليوم السبت، (فاتح ماي) " أن الحكومة وأرباب العمل مطالبون بالحفاظ على مناصب الشغل، واتخاذ كل الإجراءات التي من شأنھا ضمان استمراریة المؤسسات والوحدات الإنتاجیة في العمل.
وقال المكتب المركزي ل(ف د ش)، في كلمة ألقاها ، الكاتب العام للفيدرالية، السيد عبد الحميد فاتحي، وبثت عبر منصة افتراضية، أن الحكومة وأرباب العمل مطالبون بالحفاظ على مناصب الشغل واتخاذ كل التدابير الكفيلة بضمان استمراریة المؤسسات الصناعية والوحدات الإنتاجیة في العمل، خدمة للاقتصاد الوطني وضمانا لقوت ورزق مئات الآلاف من العمال.
وحسب السيد فاتحي فإن "تداعیات الجائحة كانت قاسیة على أجراء القطاع الخاص، إذ أن فترة الإغلاق الكلي أثرت بشكل كبیر على القدرة الشرائیة للمأجورین، ولم تكن الفترة التي تلتھا أقل قساوة".
وعلى صعيد متصل، أكدت النقابة، أن مختلف مكونات الشغیلة المغربیة، أبانت عن حس وطني كبیر، وعبرت میدانیا عن مواطنة رفیعة، بوقوفھا في الواجھة الأمامیة لمواجھة وباء كوفيد-19.
وأشار إلى أن الأمر يتعلق بالمرابطين في الصفوف الأمامية في قطاع الصحة العمومیة الذین تجندوا بشكل وطني مسؤول للسھر على سلامة وصحة المواطنین، ورجال ونساء التربیة والتكوین الذین حافظوا على وتیرة الخدمات التربویة والتعلیمیة عن بعد وحضوریا، لیستمر المتعلمون المغاربة في تلقي التعلمات والمعرفة دون انقطاع.
وسجل السيد فاتحي أن المقاربة التي اتبعتھا بلادنا بفرض الحجر الصحي منذ بدایة موجة الوباء، وإن كانت لھا تداعیات على الوضع الاقتصادي والاجتماعي، فإنھا كانت حاجزا في وجه الانتشار الواسع للوباء، خاصة في ظل منظومة صحیة وطنیة "تشكو من خصاص كبير" في البنیات الاستشفائیة والموارد البشریة من أطباء وممرضین وتقنیین. وفي هذا السياق، توقف المسؤول النقابي ذاته عند الروح التضامنیة التي عبر عنھا المغاربة من خلال المساھمة في الصندوق الخاص لتدبير ومواجهة الجائحة الذي تم إحداثه بتعليمات من جلالة الملك ، مضيفا أن هذا الصندوق شكل أداة ساھمت في التخفیف من معاناة الأجراء من خلال الدعم الشھري المحدد في 2000 درھم.
وبخصوص تعميم الحماية الاجتماعية على جمیع المواطنات والمواطنین المغاربة، بمبادرة من جلالة الملك، اعتبر فاتحي أن هذا المشروع ورش وطني ضخم ومھیكل، یشكل ثورة اجتماعیة ھادئة بكل المقاییس، مشيرا إلى أن هذا المشروع، سيمكن على الخصوص فئات واسعة من المغاربة من التغطیة الصحیة والتأمین الأساسي الإجباري على المرض.
واعتبر أن هذا المشروع يأتي رغم السیاقات غیر المسعفة، سواء بسبب الجائحة أو بسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وكذا رغم الكلفة المالیة الضخمة، التي ستتحملها خزینة الدولة بالإضافة إلى ما تتطلبه المنظومة الصحیة من إصلاحات كبرى لاستیعاب مخرجات ھذا المشروع، وأیضا العنصر البشري الضروري من أطباء وممرضین لمواكبته. من جهة أخرى، أشارت الفيدرالية إلى أنه "رغم ظروف الجائحة لم تتوقف مناورات خصوم وحدتنا الترابیة عن خلق أسباب الاستفزاز والتوتر بالمنطقة، مما جعل بلادنا بفضل دیبلوماسیتھا النشيطة وقراراتھا الحازمة تحقق مكتسبات جدیدة في سیاق التراكم المؤسس على المقترح المغربي المتمثل في الحل السیاسي القائم على مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، والموسوم بالجدیة والمصداقیة والذي لازال یشكل حجر الزاویة في مناقشات مجلس الأمن الدولي، وآخرھا جلسة 21 أبریل 2021".
وأضافت أن تدخل المغرب من أجل تأمين حركة التنقل بمعبر الكركرات بين المغرب وموريتانيا خلق تحولا مھما في المقاربة التي اتبعتھا بلادنا حتى الآن، إذ سمح ذلك بتدفق الحركة الإنسانیة والتجاریة إلى إفریقیا، وتعزز الموقف الوطني بالاعتراف الأمریكي بمغربیة الصحراء، سواء لدى المنتظم الدولي أو لدى القوى الكبرى في العالم والمنظمات الدولیة، إذ دفعت ھذه النجاحات الجزائر وصنیعتھا (البولیساریو) إلى الدخول في أشكال استفزازیة غیر مسبوقة تسعى من خلالھا إلى "جر بلادنا إلى معارك وھمیة، للتغطیة على أزماتھما الداخلیة المستفحلة".