انطلقت فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة، في دورته التاسعة عشرة. ويتنافس في المسابقة الرسمية 30 فيلما مغربيا بين قصير وطويل، للظفر بجائزة أفضل فيلم مغربي لسنة 2017. وككل سنة، لم تسلم الدورة من مفاجآت ومن انتقادات منذ اليوم الأول للعروض.
المهرجان الذي تمتد أيامه ما بين 9 مارس إلى غاية الـ17 منه، ويحضره "تيل كيل عربي"، يتنافس فيه 30 فيلما على 17 جائزة، موزعة بين أفلام قصيرة وأخرى طويلة، وتتنوع ثيماتها بين الدراما والكوميديا، والوثائقي.
كما يحتفي المهرجان بمرور 60 سنة على انطلاق السينما المغربية، ويعرض أفلاما كلاسيكية تعد علامة راسخة في تاريخ المغرب الثقافي والفني. بالإضافة إلى عرض أفلام أنتجت في سنة 2017، تعرض في فئة "بانوراما" خارج المسابقة.
وشهد الافتتاح الذي أقيم بمركز أحمد بوكماخ الثقافي يوم الجمعة 9 مارس، حضورا وازنا للشباب ولعشاق السينما، إلى جانب حضور رئيس المركز السينمائي صارم الفاسي الفهري، ووزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، بالإضافة إلى رئيس جهة طنجة تطوان إلياس العماري.
وتم خلال ذلك، التعريف بأعضاء لجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي ترأسها اللبنانية رشا سلطي، ولجنة تحكيم الأفلام القصيرة التي يترأسها المخرج المغربي محمد مفتكر.
فئات سينمائية.. وعمرية
في فئة الأفلام الطويلة، تعرف هذه الدورة منافسة قوية بين 15 فيلما، إذ يشارك كبار المخرجين المغاربة للظفر بالجائزة الكبرى؛ على رأسهم فوزي بنسعيدي ونبيل عيوش وداود أولاد السيد، نرجس النجار، ونور الدين لخماري.. وغيرهم.
وفي فئة الافلام القصيرة، يشارك شباب بأفلامهم في المنافسة، ويطأون مسيرة الاخراج ومستقبل السينما المغربية. لكن من بينهم، يلحظ وجود فئة عمرية لا تنتمي لعمرهم، وهو شيخ يخوض الاخراج لأول مرة على خطى ابنه المخرج المعروف؛ ويتعلق الأمر بنور الدين عيوش، رجل الأعمال والفاعل الجمعوي، ووالد نبيل عيوش. ويتنافس الوالد في فئة الشباب، بفيلم قصير من إخراجه عنوانه "ايطو".
بالإضافة إلى فئة بانوراما، التي ستعرض فيها خمسة أفلام انتجت في سنة 2017، خارج المسابقة، يعرض المهرجان بالموازاة، أفلاما تعود إلى الفترة الكلاسيكية وطبعت تاريخ السينما المغربية على امتداد 60 سنة. وتهدف هذه الفقرة بحسب المنظمين، إلى استحضار مختلف المراحل التي عرفتها السينما المغربية.
اليوم الأول
رغم أمطار طنجة التي رافقت أولى عروض المهرجان، إلا أن غيوم المدينة لم تمتع عشاق السينما من حضور الأفلام في كل الفئات. فأمام فندق شالة تراص حضور شبابي كثيف، من أجل الحصول على بطائق لمشاهدة كل أفلام المهرجان، "والتمتع بهذه المناسبة السينمائية التي تزين طنجة كل سنة"، بحسب ما أجمع أغلبهم في حديثهم لـ"تيل كيل عربي".
بخصوص أفلام المسابقة، تمت برمجة عرض فيلم قصير، يليه آخر طويل بشكل متناوب كل يوم من المهرجان. ومع عرض الشريط القصير "النداء" (مدته 23 دقيقة) لمخرجته مريـا كنزي لحلو زكي، اليوم السبت، منع حراس قاعة "روكسي"، كل من حضر متأخرا بدقائق، بما فيهم المخرجين المعروفين، كحسن بنجلون ونرجس النجار، من ولوج السينما وليس صالة العرض فقط.
هذه القاعدة، أي احترام الفيلم المعروض ومنع دخول أيا كان، تغيب في جل مهرجانات السينما بالمغرب، وتحضر في دور السينما العالمية. ومع تفعيلها حرفيا بهذا المهرجان الوطني، انتظر الجميع سواسيا خارج قاعة السينما في الشارع، لحين انتهاء الفيلم القصير وللحفاظ على "حرمته".
وبعد انتهائه، فتح الباب لمشاهدة الفيلم الطويل "الفراشة" لمخرجه حميد باسكيط، ثم تلاه الفيلم القصير "رسـالة حـب" (8 دقائق) لسـفيان آيـت المجدوب. كما عرض فيلم "كورصة" عبد الله فركوس، الذي جلب شريحة من الشباب، لكنه أثار حفيظة بعض النقاد والسينمائيين، "بسبب مستواه".
وضمن الاحتفاء بستينية السينما المغربية، عرض في نفس اليوم، فيلمين كلاسيكيان لا يزالان يعتبران عمادا ومرجعا أساسيا بحسب المختصين في الفن السابع؛ ويتعلق الامر بفيلم "وشمة" (1970) لحميد بناني، والثاني "شمس الربيع" (1969) للطيف لحلو.
وفي هذا الإطار، أي الأفلام المعروضة خارج المسابقة، عرض الفيلم الوثائقي "عبور الباب السابع" لمخرجه علي الصافي. الفيلم يحكي مسار الراحل أحمد البوعناني باعتباره أحد الرواد، لكنه سبق أن نال انتقادات كبيرة بسبب ما قاله البوعناني فيه، حيث نسب فيلم "وشمة" إليه ونفاه عن صاحبه حميد بناني.
يذكر أن اليوم الأحد (11 مارس)، سيشهد عرض فيلمين قصيرين "يـارا زيد"، و"ألس"، وآخرين طويلين، هما "رقصـة الرتيـلاء"، و"دموع الرمال". كما سيعرض فيلمين، في إطار الاحتفاء بالسينما المغربية، هما "العيون الجافة" (2003) لنرجس النجار، و"الشركي أو الصمت العنيف" (1975) لمومن السميحي، وهي أفلام مفتوحة في وجه العموم.