أبرز "المعلم" الكناوي حميد القصري أن لفن تكناويت دور مهم في خلق التقارب بين الشعوب وإشاعة ثقافة التحرر وقيمة التعايش اعتبارا لتاريخ نشأته، فهو يزرع في الآخر رغبة الإطلاع على ثقافة وأصل هذا النوع من الموسيقى العريقة ذات الأثر البالغ في النفوس و التي جُعل لها القبول لدى الناس.
القصري الذي اختتم حفلات مهرجان كناوة بالصويرة تحدث لـ"تيل كيل" عن مساهة فن كناوة أيضا في تصدير صورة المغرب وثقافته إلى الخارج، عبر اللباس والمظهر المميزين وكذا من خلال القاموس الموظف والحقول الدلالية المستعملة، مشيرا إلى أن الأجانب من غير العرب يحسون باطمئنان عميق ويبدون تفاعلا مبهرا أكبر من ذاك الذي يمكن أن يكون حين الاستماع إلى الجاز أو البلوز مثلا.
من جهة أخرى ربط المتحدث بين التصوف والتراث الكناوي فقال بتقاربهما وذكر أنهما يلتقيان في الليالي الكناوية الكلاسيكية، بعيدا عن المهرجانات والخشبات، ففي تلك الليالي يقول حميد القصري "نسافر بأرواحنا ونفقد القدرة على ما نصنع بل وقد نعزف عزفا لم نكن نعرفه يوما".
"لا خوف على مستقبل فن كناوة" فكرة أخرى ساقها "المعلم" القصري دلل عليها بالإقبال المتزايد للشباب على تلك الموسيقى إذ اعتبرهم أكثر الفئات اهتماما به، مضيفا أن "أبرز تجل لذلك هو الأعداد الغفيرة من الشباب المغربي والأجنبي الحاضرة في المهرجان والتي أبهرتني حقا خلال الحفلات بالتفاعل الكبير والانسجام العميق مع إيقاعات موسيقى كناوة".