الكلمة الأخيرة للمهداوي قبل النطق بالحكم ضده

الصحافي حميد المهداوي
تيل كيل عربي

"أنا ولدكم.. انا خوكم.. حرام حرام.. لو اجتمع قضاة الكون والله ايلا قنعوني بانو متابعتي هي بجريمة خيالية".

هذه بعض كلمات الصحفي حميد المهداوي، في كلمته الأخيرة مساء اليوم الجمعة في الجلسة الأخيرة من محاكمته إلى جانب "ناصر الزفزافي ورفاقه".

الغرفة الجنائية الاستئنافية لدى جنايات الدارالبيضاء، التي استمعت للمهداوي والمتهمين الأربعة الموجودين في حالة سراح، حجزت الملف للمداولة منذ قليل من أجل النطق بالأحكام.

وفي الوقت الذي استغرقت فيه الكلمة الأخيرة للمتهمين الأربعة دقائق معدودة تخللها نقاش حاد بين الدفاع ورئيس هيئة الحكم المستشار لحسن الطلفي، بسبب مقاطعته لأحد المتهمين ومطالبته له بالحديث في موضوع المتابعة، استغرقت كلمة المهداوي أزيد من ساعة، ختمها بالقول "انا ولدكم وخوكم..أحترمكم واحترم كل المؤسسات الدستورية والملكية.. أنا وطني وأحب المغرب لحد النخاع حتى لو حكمتم عليا ب30 سنة سجنا".

المهداوي قال أيضا للمحكمة " الله يشهد عليا، ماعمرني كتبت شي خبر بحقد او خدمة لاجندة ما" وأضاف "انا كنصح اي واحد بغا يشتغل صحافة مهنية ومستقلة ما يديرهاش ايلا عندو زوجة واولاد".

وحاول المهداوي في كلمته أن  يكشف للمحكمة خلو ملفه مما يمكن ان يكون متابعة جنائية حيث حمل بين يديه اوراق ملفه، خاصة محاضر تفريغ مكالماته الخمس مع المدعو 'إبراهيم البوعزاتي" الذي تصفه النيابة العامة بأحد انفصاليي الخارج.

وتوجه المهداوي بالسؤال للنيابة العامة: " لماذا لم تحضر البوعزاتي طيلة محاكمتي خاصة أنه خرج من السجن بهولندا وسجل فيديو وبلهجة ريفية يعترف فيها أنه لا يعرفه ولم يسبق له أن تحدث معه بالهاتف".

المهداوي كرر على مسامع المحكمة أن محاكمته خيالية وأنه صحافي مهمته نقل الأخبار وكتابتها وتلقي الاتصالات، لكنه في الوقت نفسه دو إحساس عال بالمسؤولية والوطنية تجاه ما يكتب،  حيث قال "علاقتي بالحراك في الريف هي في حدود عملي الصحفي لا أقل ولا أكثر"، مشيرا إلى ان عبارة "خانه حدسه" التي قالها ممثل النيابة العامة ليبرر متابعته والحكم عليه "غير منطقية" لأنه طوال مكالماته مع المدعو البوعزاتي كان يتعامل معه في حدود،  ولم ينقل أو يكتب شيئا مما قاله حول الدبابات والأسلحة وإدخالها عبر مليلية لأنه في الأول والأخير، ادرك أنه "متناقض ومرتبك وكلامه غير واقعي".

وطالب المهداوي في الأخير من المحكمة "الحكم عليه بالعدل" خاتما كلمته بآيات قرآنية ومقتطف من خطبة للملك الراحل الحسن الثاني حول "إصدار الاحكام باسم جلالة الملك".

اما باقي المتهمين فاعتبروا الاحكام الصادرة ابتدائيا في حقهم وفي حق باقي معتقلي الحراك المقاطعين لجلسات المحاكمة ب"القاسية" مطالبين المحكمة بالعدل وانصافهم وإطلاق سراح كافة المعتقلين .

وحضر جلسة اليوم مراقبون دولين يمثلون منظمة امنيستي والاتحاد الاوروبي والجمعية الامريكية للقضاة والمحامين والسفارة الهولندية.