الكنائس المسيحية تضاعف أنشطتها في المغرب.. حضور قياسي سجله عيد الفصح الأخير

مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء يلجون كنيسة بالرباط - فرانس برس
وكالات

تضاعف نشاط الكنائس في المغرب بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، إذ سجلت عدد منها خلال الأشهر الماضية، حضور عدد كبير من المسيحيين إليها، سواء بغرض التعبد أو التعلم أو الحصول على المساعدات التي تمنحها دور عبادة "أتابع المسيح".

وفسر رئيس الأساقفة في المغرب، كريستوبال لوبيز روميرو، الذي يعتبر أعلى سلطة كاثوليكية في المغرب (ما عدا الجزء الشمالي من البلاد)، في مقابلة مع وكالة "ايفي" الإسبانية، تضاعف نشاط الكنائس في المغرب بإقبال المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء عليها، بالنظر إلى اختيارهم الاستقرار في المغرب.

وقال روميرو إن مهمته ستكون في المستقبل، "بناء الجسور بين الثقافات والأديان والقارات". واعتبر رئيس الأساقفة، الذي أمضى 18 عاماً من حياته في التبشير بعدد من دول أمريكيا الجنوبية، أن المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، جعلوا الكنائس في المغرب غير مرتبطة بالمجتمع الأوروبي الصغير فقط، بعدما أصبحوا يحضرون إليها للتعبد وتتبع تعاليم المسيح.

خلال الاحتفال بقداس عيد الفصح يوم الأحد الماضي بمدينة الدار البيضاء، كان الحضور قياسياً حسب المطران فيليز روبيو، وكشف الأخير أن العدد فاق 1200 شخصاً، ثلاثة أرباع منهم أفارقة من جنوب الصحراء، وتضمن الحفل وصلات موسيقية ورقصات. ويمثل عدد الذين حضروا لقداس عيد الفصح، أكثر من 50 ألف مهاجر يتواجدون اليوم فوق تراب المغرب، حسب "ايفي"، من بينهم الكاثوليك والبروتستانت وعدد من المسلمين.

وأجبرت الظروف التي يصل فيها المهاجرون إلى المغرب، وتحديات الاندماج في المجتمع، الكنيسة على مضاعفة العمل الخيري من خلال مؤسسة "كاريتاس" غير الحكومية، والتي تشغل في المملكة نحو 80 شخصاً بميزانية ضخمة.

في السياق، قال الأسقف روميرو، إن "مهمتنا هي مساعدة هؤلاء الناس الذين يصلون إلى المغرب في حالة صدمة، بعد رحلة طويلة مليئة بالحرمان والعنف".

ويدير لوبيز روميرو، حوالي 30 ألف من الكاثوليك في المغرب، من 100 دولة، عدد منهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وهناك أيضا الفلبينيين وأشخاص من بلدان أخرى في آسيا، يساعده 32 راهباً يخدمون في مختلف المعابد المتبقية من عهد الاستعمار .

ويذكر أن بعض الكهنة يقطعون 500 كيلومترا في يوم واحد، للاحتفال بقداس عيد الفصح، كما هو الحال مع راهب ميدلت، الذي يسافر إلى الدار البيضاء رفقة مجموعة صغيرة  تتكون من خمسة أشخاص.

كما أن المدارس الكاثوليكية تكاد تكون غير معروفة في المغرب، رغم أن هناك 15 مدرسة تعتمد المطرانية، تستقبل سنويا 15 ألف طالب. ولكن هذه المدارس تتبع المنهج المغربي، بما في ذلك موضوع الإسلام، وفي بعض الحالات يتلى فيها القرآن يوم الجمعة، وهي المبادرة التي عرض مثالاً عنها لوبيز روميرو، من مدينة القنيطرة ، حيث كان يقود مدرسة "دون بوسكو" لعدة سنوات.