الكونفدرالية الديمقراطية تتشبث بخيار الدولة الاجتماعية وتحذر من سنوات صعبة تهدد بانتكاسة المكتسبات

عبد الرحيم سموكني

أكد يونس فيراشين عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل أن تخليد ذكرى عيد العمال يأتي في نسق مغاير لكل ما سبق، وأن جيله، على الأقل لم يعش ظروفا مماثلة، وأن القادم من الأيام سيتم بالصعوبة والمواجهة بين العمال والباطرونا.

ويوضح فراشين في تصريح لـ"تيلكيل عربي" بأن المغرب ما بعد كورونا لن يكون كسابقه، خاصة فيما يتعلق بعالم الشغل وعلاقة المشغل بالأجير، إذ يرى أن مغرب ما بعد الجائحة، سيغرف تحولات كبيرة، بسبب توقف عجلة الاقتصاد، ما سيؤدي إلى محاولة للالتفاف على مجموعة من المكتسبات التي حققتها الطبقة العاملة في السنوات الأخيرة.

ويتوقع فيراشين أن تكون السنوات المقبلة سنوات مواجهة بامتياز، ويقول "بدأنا نرى محاولات للإجهاز على مكتسبات نقابية كثيرة، ولعل أحد أوجه هذا التراجع هو مشروع قانون 22.20 أو قانون تكميم الأفواه، فهو مؤشر على ما ينتظرنا من تراجعات حقوقية كبيرة".

يعتقد هذا المسؤول النقابي أن الجائحة، وإن كانت شلت جزءا مهما من الاقتصاد وأربكت السير العام للمجتمع، فإنها عرت أيضا عقليات المسيرين والفاعلين الاقتصاديين في المغرب، ويوضح "تعبنا خلال سنوات طويلة من المناداة بضرورة توفير شروط السلامة الصحية للعمال، وكانت الباطرونا تنظر إلى هذه المطالب باستهزاء، واليوم نجد أن عدم احترام هذه التدابير كان سببا في ظهور بؤر للفيروس في أكثر من مدينة مغربية".

يشدد فيراشين أن الكنفدرالية الديمقراطية للشغل اتخذت شعار "مواصلة النضال من أجل إعادة بناء الدولة الاجتماعية لمواجهة أزمات وصدمات المستقبل"، لذلك تؤكد النقابة مجددا على ضرورة تفعيل لجان الصحة والسلامة المهنية وطب الشغل وتفعيل أدوار مفتشي الشغل في المراقبة .

وفي سياق متصل عبرت النقابة عن رفضها وتنديدها بأي محاولة لاستغلال الأزمة الراهنة من أجل " ضرب استقرار الشغل أو الإجهاز على المكتسبات الاجتماعية، أو كل أشكال التدليس والاستفادة من معاناة الأجراء والمواطنين.

ويختم فيراشين تصريحه بضرورة الحذر مما ستحمله الأيام المقبلة لما بعد كورونا، خصوصا محاولات التخلص من العمال، وقال "نحن واعون بصعوبة المرحلة المقبلة، لذل على العمال أنت يتحدوا ويتضامنوا، وعلى الحكومة أن تؤمن بأن لا حل لتجاوز المشاكل غير الحوار الاجتماعي، لأنه الحل الوحيد لتفادي تفجير السلم الاجتماعي، خاصة في هذه الظروف الاستثنائية".