يدخل "الجرار" نهاية الأسبوع القادم، ورشة الإصلاح، ومحاولة إعادة ترتيب قطع غياره لمواجهة تحدياته الداخلية أولاً، ثم حسم اختياراته تجاه الخصوم و الحلفاء، على حد سواء.
من يسوقونه منذ 11 سنة على وجوده، حائرون هذه المرة، وهوية من سيمسك بمقوده غير واضحة المعالم ولا يمكن أن تطالها رهانات التكهنات، في ظل نشأة تكتلات أضحت الاختلافات بينها عميقة. كل الأسئلة الحارقة موضوعة على طاولة النقاش، من أجل حسم مستقبل حزب أسس ليحكم، لكنه لا الحكم أدركه ولا المعارضة أتقنها.
"تيلكيل عربي" وقبل أيام من انعقاد المؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، بمدينة الجديدة، سبر أغوار تحالفات الدقائق الأخيرة، وبحث عن أجوبة عن الأسئلة الحارقة التي تواجه "البام": من مع من؟ ومن سيدعم من؟ ما رأي قيادات الحزب في محطتهم التنظيمية الوطنية؟ وهل وصلوها فعلاً بأمان متجاوزين خلافات عمرت بينهم لأزيد من سنتين؟ خلافات وصلت حد التراشق بين تيارين اختار أحدهما شعار "الشرعية" واختار الآخر العزف على وتر "المستقبل".
من هو المرشح الأوفر حظاً؟ وهل سنتابع ترشيحات الدقيقة التسعين مرة أخرى؟ وما هو موقف كل طرف من التحالف مع الإسلاميين؟ وهل يرون أن الخطر الحقيقي في منافستهم مصدره التجمع الوطني للأحرار؟ وأخيراً هل فعلاً تحول الأمين العام السابق إلياس العماري من فاعل مباشر في الحزب إلى متفرج بعيد عن تحديد مصيره؟ ام أنه لازال يدير اللعبة من هناك، حيث يعتقد أنه يقضي تقاعده " الاختياري"
المؤتمر الرابع.. هل يقطع مع التعليمات؟
لم تكن طريق "الباميين" نحو انعقاد مؤتمرهم الرابع مفروشة بالتوافقات كما كان يحصل منذ تأسيس الحزب، ولا يخفى على المتتبعين للشأن السياسي في البلاد، ما وصل إليه الصراع بينهم، قبل إعلان "المصالحة".
عضو المكتب السياسي والقيادي البارز في "البام"، العربي المحرشي، وصف في حديث لـ"تيلكيل عربي" محطة المؤتمر، بـ"المرحلة الدقيقة والحساسة، مرحلة جاءت بعد صراع قوي دام لثمانية أشهر".
ويرى المحرشي أن المؤتمر بالنسبة إليه، يعد "رهاناً كبيراً للاستفادة من الأخطاء التي ارتكبت... يجب أن نقدم التضحيات والتنازلات ويتم الترفع عن التنابز بالألقاب بين المرشحين، يجب أن يقوموا بحملة نظيفة إلى حين حسم المؤتمر للاسم الذي سيقود الحزب".
عضو المكتب السياسي سمير بلفقيه، وأحد المرشحين لمسؤولية الأمين العام، اعتبر في حديثه مع "تيلكيل عربي" أن "المؤتمر الرابع للحزب يُشكل فرصة مفصلية في تاريخه، لإعادة القطار إلى سكته الصحيحة بعد أن زاغ عنها، نتيجة صدام بين ديناميات داخلية مختلفة، بل ومتناقضة في التوجه والأهداف".
الكل يتحدث عن رغبة في عودة عجلات "الجرار" إلى السكة "الصحيحة"، لكن تعريفها يختلف من قيادي إلى آخر، وأكثر من أي وقت مضى، يظهر أن لكل منهم تقييم خاص تجاه ما يراه أخطاء ارتكبت في المراحل السابقة. عبد اللطيف وهبي، احد أبرز المرشحين يشدد في تصريحاته على أنه جاء لـ"يقطع مع خيوط المخزن داخل الأصالة والمعاصرة"، وإنهاء ما يصفه بـ"الممارسات القديمة في تسيير الحزب حسب منطق التعليمات"، بينما يرى محمد غيات، عضو المكتب السياسي والمسؤول عن أطر الحزب، أن"هناك تضخيما كبيرا لمسألة تسيير حزب الأصالة والمعاصرة بتعليمات خارجية"، ويضيف: "من يروج لهذه الفكرة، يقدمنا وكأننا لسنا أطر تفكر وتنتج وتختلف، ولها تقديرات مرتبطة بقناعات الإنتماء إلى هذا المشروع، ومن ينتقدون اليوم كيف كان يدير إلياس العماري الحزب، يفصلون ذلك عن سياقه".
ويقترح المتحدث ذاته، أن الحل اليوم للخروج من النفق الذي دخله "البام" خلال الفترة الأخيرة، هو خروج من وصفهم بـ"رجالات البام" ومؤسسيه لإبداء رأيهم، والمشاركة في المؤتمر الوطني القادم، ويعتبر أنه "أصبح من الضروري جعل الصراع داخل (الجرار) سياسياً، وليس شخصياً كما يحاول البعض جرنا إليه دائماً".
من جهتها، قالت رئيس المجلس الوطني فاطمة الزهراء المنصوري، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، إن "الحل أمام حزب الأصالة والمعاصرة اليوم، هو دخول المؤتمر بهدف ممارسة الديمقراطية الداخلية، والابتعاد عن منطق الولاءات للأشخاص والتدبير الفردي لمؤسساته".
وتضيف: "سوف أتوجه إلى المؤتمر لدعم انتخاب مجلس وطني ومكتب سياسي يعبران عن إرادة المؤتمرين، والقطع مع تهميش الطاقات والكفاءات التي يمكن أن تغذي البرنامج السياسي بالأفكار".
مصالحة "هشة"
القطيعة مستبعدة٩ في ظل الذهاب إلى المؤتنر بتوافقات هشة، ف "التوافق الوحيد الذي حصل بين المتصارعين داخل البام هو الاتفاق على تاريخ انعقاد المؤتمر".
هذا الرأي، يعبر عنه جمال شيشاوي، عضو المكتب الفيدرالي، بالقول في تصريح ل" تيل كيل عربي" ، إن "المصالحة التي تمت هشة، لأنها لم تعتمد على التقييمات السياسية وتقديم نقد ذاتي". وذهب شيشاوي حد وضع المصالحة في سياق "رغبات شخصية فقط، منعت طرح أسلئة مهمة، من بينها: لماذا كانت هذه الخصومة أصلا؟ وما هي الاختلافات السياسة التي تفرقنا؟ من المسؤول عن وصول الحزب إلى هذه الحالة؟ هل هو إلياس العماري فعلا أم حكيم بن شماش أم غيرهما؟"
المرشح للأمانة العامة، سمير بلفقيه له رأي آخر، وهو أن "الخلافات طفت إلى السطح في عدة محطات على مدى العشر سنوات الأخيرة، وارتفعت حدتها في الشهور الأخيرة. لكن على العموم فإن هذه الخلافات تبقى شيئا عاديا، بل وضروريا في السيرورة التاريخية للحزب، والمؤتمر الرابع يُعد فرصة للتغيير وملائمة الحزب مع التحولات المجتمعية والسياسية".
فاطمة الزهراء المنصوري، لا تنفي أن المؤتمر سوف ينعقد في ظروف خاصة، ويظهر من حديثها لـ"تيلكيل عربي" أن ترسبات الخصام ما تزال عالقة رغم الهدوء الظاهر الذي أفرزته المصالحة "الظروف الخاصة التي سوف ينعقد فيها المؤتمر الرابع، جاءت نتيجة مروره بأزمة داخلية، ونحن حزب في عمره 10 سنوات فقط، لكن هذا لا يعني أننا لسنا مطالبين بالوصول إلى مرحلة النضج، والتي لا يمكن أن يفرزها سوى النقاش السياسي الداخلي، ولن نقبل بالعودة إلى منطق تدبير الحزب من طرف شخص أو شخصين، سوف نواجه ذلك".
من يدعم من؟
"المنتسبون للبام أصبحوا أخيراً ينتظرون كبقية الأحزاب، نتيجة التنافس للتعرف على الأمين العام، بعدما كانوا يعلمون بهويته قبل أسابيع من اختياره " ، كان هذا تصريح رئيس اللجنة التحضيرية سمير كودار خلال الندوة الصحافية، التي عقدت يوم 30 يناير، وأعلن فيها عن تقدم خمسة أسماء للتنافس على مسؤولية الأمين العام.
إلى حدود الساعة هناك ثلاثة أسماء فقط، يظهر أن لها الحظوظ الأوفر للتنافس، وهي: الشيخ محمد بيد الله أحد المحسوبين على ما يصوف داخل الأصالة والمعاصرة بـ"الباءات الثلاثة" (في إشارة إلى أسماء الأمناء العامين السابقين باكوري وبن عدي وبيد الله)، والذي لم يحسب نفسه على أي طرف زمن الصراع الموقوف التنفيذ بين تباري "الشرعية" و"المستقبل".
ثم عبد اللطيف وهبي، أبرز وجوه تيار "المستقبل"، والذي رفع السقف بطرح مراجعة شاملة لكل مواقف "البام" إن فاز بالأمانة العامة، خاصة ما يعتبره المحامي "إنهاء العلاقة مع المخزن وتدشين المصالحة مع الإسلاميين".
وأخيرا، الوجه الوحيد المحسوب على تيار "الشرعية"، رغم رفضه لهذا التصنيف، سمير بلفقيه، والذي يضع تقدمه للمنافسة، حسب حديثه لـ"تيلكيل عربي"، "في إطار سيرورة حزبية ودينامية سياسية، بصمت انخراطه في مشروع الأصالة والمعاصرة منذ انتمائه إليه مباشرة بعد محطة التأسيس وبالضبط أواخر سنة 2008".
فاطمة الزهراء المنصوري كانت واضحة في الإشارة إلى من سيؤول دعمها خلال المؤتمر الوطني الرابع، وأعلنت في تصريحها لـ"تيلكيل عربي" أنها ستدعم ترشح عبد اللطيف وهبي، وقالت في هذا الصدد: " وهبي، عنده الجرأة الكافية لتحمل مسؤولية قيادة الحزب، ونتقاسم معه مجموعة من القناعات والمبادئ".
وعن تصريحاته الأخيرة، التي جرت عليه انتقادات داخل "البام"، ودفعت أمينه العام بن شماش لكتابة رسالة مطولة رداً عليه، تعتبر رئيس المجلس الوطني أن "حديث وهبي عن إمارة المؤمنين، تم تحويره ضده، خاصة عندما اتهم بالمس بالدستور.. ما قاله نقاش طبيعي والمجتمع يحتاج لهذه الجرأة في نقاش مجوعة من الأمور".
عضو المكتب السياسي العربي المحرشي، والذي تتساءل أطراف كثيرة داخل "البام" وخارجه، عن الاسم الذي سوف يدعمه للوصول إلى كرسي الأمين العام، كشف في حديثه مع "تيلكيل عربي"، أنه "عقد لقاء مع مجموعة من القيادات صباح يوم الأربعاء 29 يناير، وناقشوا الترشيحات الخمسة المطروحة"، وأضاف: "لم نحسم بعد الاسم الذي سوف ندعمه، لكننا سنعلن عن ذلك، الأسبوع المقبل".
هل يحمل الأسبوع المقبل مفاجأة تغير المعطيات؟
سؤال طرحه "تيلكيل عربي" على مجموعة من قيادات "البام"
. بعضهم نفى علمه بأي مستجد قد يكون مفاجئا، ويحول بشكل كلي النقاش، لكن آخرين قالوا إن "المؤسسين وعدد من القياديين البارزين، سوف يجتمعون بداية الأسبوع المقبل، وسوف يعلنون من سيدعمون بعد هذا اللقاء".
هذا الجواب، دفع "تيلكيل عربي" لطرح سؤال آخر، وهو: هل يمكن أن يعلن حكيم بن شماش ترشحه مرة أخرى لنيل مقعد الأمين العام؟ خاصة وأن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع لـ"اليام" لم تحدد موعداً لإقفال باب تقديم التشريحات.
سمير بلفقيه، والذي كما سبق المرشح الوحيد المحسوب على تيار "الشرعية"، يجيب "في ما يتعلق بفرضية ترشح السيد حكيم بن شماس لمنصب الأمين العام للحزب، فله كامل الحق في ذلك ويرجع له وحده فقط هذا القرار".
عضو المجلس الفيدرالي جمال شيشاوي، في مواقفه يظهر أنه صوت ثالث وسط هذه التجادبات حول هوية المرشحين وقناعاتهم، ويلخص رأيه بالقول: "الترشيحات التي وضعت لا تبشر بتغيير داخل الحزب، واللغة السياسة الرائجة عند المرشحين لا ترقى إلى الترشيح السياسي الواضح، كلهم يقفزون على المرحلة السابقة، رغم أنهم من إنتاجاتها، وهذه المرحلة منذ التأسيس جعلتهم في هذه المراتب، عندما تستمع إليهم جميعاً، يخيل إليك وكأنهم لم يكونوا في وقت مضى مسؤولين داخل الحزب، ولايزالون كذلك، يروجون لخطاب خاطئ مفاده أنه الحزب سوف يبدأ معهم بعد المؤتمر الرابع".
ما بين "زحف الأحرار" والقرب من "الإسلاميين"
أداء الأصالة والمعاصرة في المعارضة، وبروز التجمع الوطني للأحرار كمنافس على دوائر نفوذه الانتخابية، وفرضية كسر الجليد في علاقته مع حزب العدالة والتنمية، ملفات مصيرية سوف تحدد مصير "البام" وترسم ملامح من سوف يقوده في المستقبل القريب.
عبد اللطيف وهبي، يصف الصراع مع "الإسلاميين بالفزاعة التي تم استغلالها لسنوات"، ولا يرى أن هناك حاجة لاستمرار القطيعة مع "البيجيدي" في المرحلة القادمة.
حليفته رئيسة المجلس الوطني فاطمة الزهراء المنصوري، تذهب معه في نفس الاتجاه وإن لم يكن ذلك بشكل صريح ومباشر، وتعبر عن رأيها لـ"تيلكيل عربي" بالقول: " النقاش حول التحالف المفترض مع الإسلاميين صحي، وأصبح حاضراً وسط الحزب، لكن الحسم فيه ليس من اختصاص أي أحد.. حسم القرار سوف يعود للمؤسسة الحزبية، وعلى رأسها المجلس الوطني، وعندما سيطرح هذا الأمر رسمياً سوف ننقاشه".
المنصوري تعود في حديثها عن إمكانية التحالف مع حزب العدالة والتنمية مستبقلا، إلى الوصفة التي تم اعتمادها في انتخاب الرئيسة الجديدة لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، وتعتبر أن أي تحالف حول تدبير الحياة اليومية للمواطنين ممكن، والاختلاف السياسي والأيديولوجي لا يمكن أن يمنعه، على حد قولها.
عكسها تماماً، يشدد العربي المحرشي على أنه على امتداد عشرية وجود البام في الساحة السياسية، كان الموقف واضحاً من "الإسلاميين"، ويعبر عن موقفه بالقول: "هذه قناعاتنا وتوجهاتنا، هل نأتي الآن بعد سنوات ونقول إننا كنا مخطئين، هذا أمر غير مقبول ومحسوم".
ويضيف: "موقفنا واضح من حزب العدالة والتنمية، بصريح العبارة نحن ضدهم، وضد كل من يوظف الدين في السياسة، وسوف نبقى كذلك".
من جهته، يرد المرشح لمسؤولية الأمين العام سمير بلفقيه، حين سؤاله عن موقفه من إمكانية التحالف مع "الإسلاميين" بالقول: "بخصوص مسألة التحالفات بشكل عام، فإن هذا الأمر سيبقى موكولا بالمؤسسات الحزبية وعلى رأسها المكتب السياسي والمجلس الوطني على أساس أن الإنهاء مع شخصنة الحزب والقطع مع القرارات الانفرادية تعتبر مدخلا أساسيا لمأسسة العمل الحزبي".
وبعيداً عن فرضية التحالف مع "الإسلاميين" مستقبلاً من عدمه، يرطح السؤال، حول مدى اهتمام "الباميين" بتحركات حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي أصبح يقدم نفسه كبديل قادر على وقف إمساك "البيجيدي" بدفة الحكومة، والتنافس ضده عام 2021.
عضو المكتب السياسي محمد غيات يرفض ربط أداء حزب الأصالة والمعصارة بأي حزب آخر، ويشدد على أن هذا الطرح "ليس خطابا سياسيا يغري المغاربة"، ويسترسل في شرح موقف: "لا يهمك تحرك أي حزب كما كان، وهذا الطرح مجرد تبرير للفشل، لأن الفعل في الحياة السياسة واستقطاب المغاربة وتأطيرهم يجب أن يرتكز على مشروع مجتمعي واضح، حينها سوف تهتم بالمنافسة من منطلق التدافع وليس الريبة".
بدوره، يرى سمير بلفقيه، أن القول بـ"زحف" حزب "الأحرار"، هو "كلام مردود عليه وغير دقيق، على اعتبار أن الخصم الحقيقي للأصالة والمعاصرة، هو نفسه خصم جميع المغاربة والمتمثل في مخاطر التملك الفئوي للمشترك، واتساع رقعة الفساد ونهب المال العام، وتزايد التفاوتات المجالية والاجتماعية، وهو ما يستدعي التجند لإنجاح الأوراش الكبرى والمصيرية للبلاد، ومنها بالأساس، النظام التعليمي وترسيخ دولة القانون والمؤسسات".
بل ذهب بلفقيه المرشح لمسؤولية الأمين العام حد القول: "بخصوص حزب التجمع الوطني للأحرار، فإننا نعتقد أن ما يجمعنا بهذا الحزب أكثر مما يفرقنا، على اعتبار أن هناك تقاطعات كثيرة ومساحات مهمة للعمل المشترك، شريطة الاحترام المتبادل والانضباط للحدود الفاصلة بين الحزبين".
العربي المحرشي له رأي آخر مغيار تماماً، وهو أن "هناك من أصبح ينهج منافسة غير شريفة بصيغة أخرى، وهي حشد الدعم ورصد مبالغ مالية ضخمة لحملة إنتخابية سابقة لأوانها، وهذا يتناقض مع القوانين التي تنظم عمل الأحزاب السياسية".
وخلال حديثه عن ما يُوفر لحزب التجمع الوطني للأحرر ويوفره هذا الحزب من إمكانيات، حسب وجهة نظره، طرح "تيلكيل عربي" على العربي المحرشي، أن "البام" بدوره متهم بـ"تسخير أدوات الإدارة وأرصدة مالية مهمة منذ تأسيسه لضمان تواجد قوي في الساحة السياسة"، وذلك ما جاء على لسان عبد اللطيف وهبي بنفسه حين تحدث عن ارتباطات "الجرار" التي وعد بالقطع معها.
وكان جوابه، بأن "كلام وهبي يعنيه هو، وهو ليس أمين عام الحزب كي يتحدث بهذه الطريقة ويفصل حسب هواه ووقت ما شاء أداء الحزب. لم نستغل إمكانيات الإدارة ولا نملكها، ما يقوله وهبي يهمه. منذ خلق هذا الحزب كنا في المعارضة، أنا لا أؤمن بما هو متفق عليه بين التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية ووهبي، ونحن بريئين منه".
بدوره، يقول عضو المكتب السياسي محمد غيات، "إذا كان حزب الأصالة والمعاصرة قادر على فعل كل هذا، ويسخر كل الإمكانيات له دون أن يحاسبه أحد، يجب أن نهابه فعلاً. نحن اليوم نعاني، نحن عندنا عرض سياسي محترم، ما نحتاجه هو كفاءات تحمله لتنزيله على أرض الواقع، لأنه للأسف النخبة لم تعد تغريها السياسة".
وعن ضعف الحزب في المعارضة لسنوات، تبرر فاطمة الزهراء المنصوري ذلك، بـ"الأزمة الداخلية التي أثرت على جميع المؤسسات بما فيها البرلمانيين والمستشارين".
كما تحدثت رئيس المجلس الوطني لـ"البام" أن "أداء المعارضة يكون من مستوى الحكومة، هذه الأخيرة لا تنتج، لذلك لا نجد ما نعرضه، وضعف الحكومة انطباعا يلمسه كل المغاربة، وليس الأصالة والمعاصرة لوحده".
.. أين إلياس العماري؟
هل سيحضر إلياس العماري المؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة؟ وعل يحتفظ بين يديه بورقة حاسمة يمكن أن يلعبه في " الربع ساعة الأخير" قبل المؤتمر؟
المعطيات التي حصل عليها "تيلكيل عربي"، من مقربين من " العماري" تقول إن الأمين العام السابق لـ"البام" قرر الابتعاد بشكل مطلق عن الحزب، منذ أن اختار وضع نفسه خارجه بتقديم استقالته، وترك ما تبقى من ولايته لحكيم بن شماش.
وعبد اللطيف وهبي، أشد المعارضين لإلياس العماري، أكد في تصريحات مختلفة لـ"تيلكيل عربي"، أيام برز خلافه مع بن شماش، أن "العماري أخذ مسافة من الجميع، واحترم وعده بأنه لن يتدخل في أي شيء يخص الحزب".
نفس المعطى يؤكد عليه العربي المحرشي، ويصرح حين سؤاله عن إمكانية مشاركة العماري في المؤتمر القادم، بالقول: "لا نتوقع مشاركته في المؤتمر، وهو لا يعطي رأيه ولا يتدخل".
بدوره يجيب عضو المكتب السياسي محمد غيات، عن إمكانية مشاركة إلياس العماري في الوصول إلى مخارج للخلافات العميقة التي أصبحت بين تيارين بارزين دخل الأصالة والمعاصرة، بالتشديد على أن "إلياس العماري اختار أن يبتعد، وأؤكد لكم أنه لن يشارك في أي جلسة أو لقاء، هو يرفض الخوض في هذه المواضيع".
لكن الذين يعرفون إلياس يدركون أن مواجهة فكرة القرب من الإسلاميين قد تغريه بالعودة، ومن نافلة القول أن السياسيين أشخاص لا يتقاعدون.