تم اليوم الجمعة بالرباط، توقيع مذكرة اتفاق بين المجلس الأعلى للحسابات، والمنظمة الإفريقية للأجهزة العليا لمراقبة المالية العمومية والمحاسبة "أفروساي"، وذلك لتحديد التزامات المجلس تجاه الأمانة العامة لهذه المنظمة، عقب استضافة المملكة للمقر الدائم لها، واستكمال إجراءات تنقيل هذا المقر من الكاميرون إلى المغرب.
وتهدف هذه المذكرة، التي وقعها الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، زينب العدوي، ورئيس المنظمة الإفريقية للأجهزة العليا لمراقبة المالية العمومية والمحاسبة، خالد أحمد شكشك، إلى وضع الترتيبات العملية التي يتعين على المجلس الأعلى للحسابات تنفيذها لاستضافة المقر الدائم للمنظمة الإفريقية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة.
وبموجب هذه الاتفاقية، يتعهد المجلس الأعلى للحسابات، بصفته الأمين العام والجهاز المحتضن للمقر الدائم للأفروساي، بالعمل على تعزيز الإرث المشترك للمنظمة والدفاع عن تطلعات الأجهزة الإفريقية العليا للرقابة المالية والمحاسبة بما يكفل تدعيم المبادئ الأساسية المنصوص عليها في النظام الأساسي للمنظمة، وتعزيز المكانة الدولية للأفروساي وعلاقات التعاون التي تجمعها بالجهات الخارجية ذات المصلحة.
كما يتعهد المجلس بإعداد واعتماد وتنفيذ المبادئ التوجيهية والقرارات الصادرة عن الهيئات التقريرية للمنظمة، وكذا تطوير آليات حكامة المنظمة وتعزيز منظومة الإشراف والرقابة الداخلية على مجموع عملياتها.
وبهذه المناسبة، أكدت العدوي أن المجلس الأعلى للحسابات يتطلع إلى العمل بشكل مشترك مع رئاسة المنظمة من أجل تقاسم المشاريع والبرامج، والخبرات والتجارب، خدمة للأجهزة الأعضاء، من خلال عقد اجتماعات سنوية، والعمل على رفع التحديات المشتركة التي تواجه الأجهزة الأعضاء، سواء تعلق الأمر بتعزيز الاستقلالية، أو الرفع من القدرات التقنية، أو تطوير أدوات الرقابة الحديثة التي تواكب التدقيق المبني على المخاطر والتحول الرقمي، وكذا الانتقال إلى المحاسبة على أساس الحقوق المكتسبة. وأضافت أن المجلس سيعمل على اقتراح مهام رقابية منسقة بين الأجهزة الأعضاء حول مواضيع مختلفة ذات أهمية وراهنية مشتركة وذات طابع أفقي، مما من شأنه النهوض بالعمل الجماعي بين الأجهزة الأعضاء.
وفي هذا الصدد، أشارت العدوي إلى أنه سيتم إعداد خطة تواصلية مع كافة الأعضاء لتقديم مقترحاتهم حول المواضيع التي تستدعي القيام بمهام رقابية، مع العمل على بلورة استراتيجية تواصلية ناجحة تجاه الأجهزة الأعضاء والشركاء المؤسساتيين والفنيين والداعمين. واعتبرت أن هذا التوقيع سيشكل خطوة مهمة نحو تحقيق الأهداف التي تبنتها "الأفروساي" في برنامجها الإستراتيجي لتعزيز أداء الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة خدمة لترسيخ مبادئ الحكامة الرشيدة والشفافية في القارة الإفريقية من خلال تنفيذ مشاريع التطوير المؤسساتي المتواصل لتعزيز قدرات وجودة الأداء الرقابي وأثره.
من جانبه، أبرز رئيس منظمة "الأفروساي"، رئيس ديوان المحاسبة الليبي خالد أحمد شكشك، في تصريح للصحافة، أن اختيار المغرب ليكون مقرا دائما لمنظمة "الأفروساي" يجسد الثقة في النجاحات التي حققها المجلس الأعلى للحسابات وانعكاس ذلك على عمل المنظمة.
وبعد أن استعرض أهداف المنظمة المتمثلة، على الخصوص، في توفير الدعم لكل الأجهزة الرقابية سواء على مستوى الاستقلالية أو من خلال الدورات التدريبية، أبرز شكشك أن اختيار المجلس المقر الدائم للمنظمة سيحدث تغييرا جوهريا في عمل أجهزة الرقابة العليا للرقابة والمحاسبة على مستوى القارة الإفريقية، لافتا إلى أن ذلك سينعكس بالتأكيد على مستوى الشفافية ومكافحة الفساد والحكامة، فضلا عن تحسين الأداء الحكومي في كل الدول الإفريقية. وسلط شكشك، في هذا السياق، الضوء على التحديات التي تواجه المنظمة لاسيما في ضوء الأهداف الاستراتيجية "الطموحة" التي سطرت، والتي تتمثل في البحث عن السبل الكفيلة بدعم هذه الأهداف، سواء على مستوى التمويل أو التنفيذ.