المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة يدعو لتأجيل إعادة فتح المساجد

و.م.ع / تيلكيل

دعا المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، إلى تأجيل الرجوع إلى المساجد، على الرغم من الإعلان عن الرفع التدريجي لتدابير الحجر الصحي أو التخفيف منه في عدد من البلدان الأوروبية، وذلك "في انتظار عودة آمنة مطمئنة".

وجاء في بلاغ صادر عن المجلس بهذا الخصوص أنه "يرى بأن يبقى الأمر على ما هو عليه حتى يأذن الله بالفرج، فتفتح المساجد لكل من يرتادها، بعيدا عن كل الحلول الجزئية، والشروط الاحترازية، التي لا نضمن معها -حسب التجربة الميدانية- عدم انتشار الوباء، مما يجعل الناس يصلون غير مطمئنين".

وأوضح المجلس أن دراسته لهذه النازلة "دراسة فقهية مقاصدية، شاملة متأنية، بعيدا عن كل العواطف والأهواء"، والتي أفضت إلى قناعته بأن العودة لتأدية الصلوات بالمساجد في ظل الظروف الراهنة قد يجعل "الناس يصلون غير مطمئنين، بل أن كل واحد يخاف ممن بجانبه، فنفقد بذلك روح الانسجام والالتحام والتقارب في صفوف الصلاة"، بما قد يقلق المصلين، ويشغل بالهم، ويمنعهم من صلاة آمنة خاشعة.

وأبرز المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة أن القاعدة الفقهية التي يمكن الاستدلال بها في دعم ترجيح الانتظار وعدم المغامرة بفتح المساجد حاليا، هي قاعدة "درء المفاسد أولى من جلب المصالح"، مشيرا إلى أن مسلمي أوروبا لو عرفوا ماذا سيربحون بصبرهم وانتظارهم وصلاتهم في بيوتهم مؤقتا (عملا بالرخصة الشرعية) "لما وقعوا في هذا الاستعجال".

وأوضح في هذا الصدد أن "الأماكن الأكثر عددا وازدحاما، والأضيق مساحة، والأقل تهوية، هي الأكثر عرضة لانتشار هذا الوباء -وفق ما تؤكده تقارير منظمة الصحة العالمية، ويخبرنا به الأطباء الثقات المتخصصون"، مضيفا أن أغلب المساجد والمصليات في أوروبا من هذا النوع.

وبالرجوع إلى رأي الخبراء والأطباء -يضيف البلاغ- فإنهم يجمعون على أن "وباء كورونا لا يزال حاضرا، وجاثما، ومتربصا، ومختفيا، والاحتياط منه واجب، والوقوع فيه مهلكة"، علما أن أكثر الناس تعرضا لخطر هذا الوباء القاتل، هم كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، وهم يمثلون -في الغالب- أكثر عمار المساجد، وخصوصا في الصلوات الخمس.

وخلص المجلس إلى التأكيد بأن "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، والوقاية خير من العلاج، وفي الرخصة الشرعية سعة، وفي انتظار الفرج مخرج، وفي التواضع رفعة، وفي الأناة بركة (...)، في انتظار عودة آمنة مطمئنة إلى المساجد".