فتح المجلس الوطني للصحافة الباب أمام المهنيين من أجل تقديم مقترحات حول ميثاق أخلاقي للمهنة.
وقال بلاغ للمجلس اليوم الثلاثاء إنه يعتبر من الضروري، قبل الحسم النهائي في الميثاق الأخلاقي الذي سيعتمده، أن يوسع التشاور عبر مختلف الوسائل، مع المهنيين، بالإضافة إلى قيامه بمبادرات أخرى، في نفس المسعى، حتى يصدر الميثاق كثمرة لنقاش، يتوخى مشاركة واسعة، من طرف المهنيين وكل الفعاليات المعنية بهذا الموضوع.
ويسعى المجلس الوطني للصحافة إلى تبني ميثاق لأخلاقيات مهنة الصحافة، في إطار الصلاحيات التي يخولها له القانون المحدث للمجلس، والذي يستند على منطوق المادة 28 من الدستور المغربي، الذي ورد فيه "تشجع السلطات العمومية على تنظيم قطاع الصحافة، بكيفية مستقلة، وعلى أسس ديمقراطية، وعلى وضع القواعد القانونية والأخلاقية المتعلقة به".
وينص القانون الأساسي للمجلس الوطني للصحافة، على ميثاق، سيتم اعتماده، وسينشر في الجريدة الرسمية، ليصبح بذلك نصاً ملزماً لكل الدين يمارسون المهنة.
وقال بلاغ المجلس إنه " بالإضافة إلى هذه المقتضيات القانونية، فإن احترام الأخلاقيات يعتبر من صميم المسؤولية الإجتماعية للصحافيين، حيث كرست التقاليد المهنية الدولية الراقية، هذا المبدأ ووضعت له مواثيق، رغم اختلاف بنودها، إلا أنها تتوافق كلها على أن الصحافة مهنة نبيلة، وأنها تنطلق من أحقية الجمهور في تلقي الأخبار والمعطيات الصحيحة والتعليق الجيد والتحليل الرصين، والصدق والنزاهة في الممارسة المهنية".
ويرى المجلس أن من شأن اعتماد ميثاق ملزم منع كل ما يمكن أَن يسيء لكرامة الناس، بنشر الإشاعات والإتهامات الباطلة ضدهم، أو التشهير والتحامل عليهم، كما تعتبر أن القرصنة والإبتزاز والتضليل أو التحايل على الجمهور، كلها ممارسات مرفوضة ويجب التصدي لها.
كما أعلن المجلس الوطني للصحافة استعداده لتقبل الإقتراحات، التي تهم وضع ميثاق لأخلاقيات المهنة، عبر البريد الإلكتروني ([email protected]) الذي سيتلقى مختلف المساهمات، حيث سيعمل على مناقشتها واعتماد ما يمكن أن يغني تصوره للنص الذي ينبغي أن يتبناه ويصادق عليه.
وينتظر المجلس من هذه المساهمات أن تنكب على القضايا الأساسية، ذات الأولوية في صياغة هذا الميثاق، نذكر منها بالخصوص، كل ما يتعلق بالمسؤولية المهنية في البحث ونقل الحقيقة، ومواجهة الإشاعة والتضليل والتحريف والإساءة لكرامة الأشخاص وحياتهم وصورتهم الخاصة، واحترام قرينة البراءة، والعمل بكل قواعد التعدد والتوازن، ومحاربة خطاب الكراهية والإشادة أو الدعوة للعنف، وحماية القاصرين وعدم التمييز بسبب الجنس أو الإنتماء العرقي أو الديني، والامتناع عن ترويج البذاءة والخلاعة…
وقال البلاغ "ينتظر المجلس مساهمات حول عدد من القضايا الأساسية، التي تهم النزاهة المهنية، التي ينبغي أن يتحلى الصحافي بها، مثل الموضوعية والحياد، والامتناع عن الممارسات المشينة، وبالخصوص الرشوة والإبتزاز، كما يعتبر كذلك أن ما يتعلق ببند الضمير وحماية الصحافي أثناء أداء مهامه وتمتعه بحقوقه، كلها مبادئ تساعد على وضع ميثاق متكامل".