يعود المخرج المغربي سهيل بنبركة إلى السينما من بوابة فيلم تاريخي يسافر عبره إلى أجواء القرن التاسع عشر، ليحكي قصة ضابط في الجيش الإسباني يحمل اسم "دومينغو باديا"، الذي أرسله إلى المغرب رئيس الوزراء الإسباني مانويل غودوي باسم مزور، وهو "علي باي"، وهو نجل أمير عربي اغتيل بدمشق على يد الأتراك، للإطاحة بسلطان المغرب مولاي سليمان، الذي كان يؤاخذ عليه بيع القمح للإنجليز مقابل شراء الأسلحة لاستعادة الأندلس من الإسبان!
خلال أحداث الفيلم، الذي حمل عنوان "من رمل ونار"..(الحلم المستحيل!)، والتي تدور بين عامي 1802 و1818، يتتبع المشاهد وقائع حقيقية، مسار هذا الضابط الذي جعلته مهمة قادته إلى لندن، أن يتحول إلى الأمير علي باي، حيث سيقابل هيستر ستانهوب، ابنة رئيس الوزراء الإنجليزي ويليام بيت، لتنطلق شرارة قصة حب عنيفة وصاخبة ستستمر 14 عاما، قبل أن تنتهي بشكل مأساوي.
من هذه الأجواء الدرامية ينسج المخرج لحمة الفيلم وسداه ليكون فيلم مغامرات على منوال الملاحم الشعبية التاريخية، التي صنعها أبطال أسطوريون.
بين مشاهد من إسبانيا وفرنسا وإنجلترا والمغرب، من خلال الزخارف الباذخة لقصور مدريد وباريس ولندن والمغرب في أوائل القرن التاسع عشر، والصحاري الحارقة في شبه الجزيرة العربية وأطلال تدمر، تتنوع المناظر التي اختارها المخرج ليؤثث بها فيلمه الجديد، ليسائل مواضيع حساسة حول المؤامرات، والحروب الهمجية، والتعصب الديني، وتحدي القيم الغربية...
إنتاج مغربي - إيطالي ضخم يطرحه سهيل بنبركة، جمع فيه مجموعة كبار الممثلين الإسبان- والإيطاليين والمغاربة، في مقدمتهم النجمان رودولفو سانشو (إسبانيا)، والنجمة كارولينا كريسينتيني (إيطاليا)، وماريزا باريديس (إسبانيا)، وجيانكارلو جيانيني (إيطاليا)، ويوسف كركور، وحميد باسكيط، وكمال موماد ومحمد العزوزي وجمال العبابسي (المغرب).
يعرض هذا الفيلم في أكثر من أربعين دولة، ويوزع من طرف "كنال 4"، في المغرب حيث ستحتضنه القاعات السينمائية بمدن الدار البيضاء، الرباط، طنجة، مراكش، فاس وتطوان، ابتداء من الأربعاء 2 أكتوبر المقبل.
يقول سهيل بنبركة: "لقد اخترت دائما مواضيعي وأبطال أفلامي بحرية، وهذه المرة، لدي شعور باختياري من قبل بطله. من يستطيع مقاومة سحر شخصية علي باي؟ التي تجمع بين العالم الموسوعي والأمير القوي والمحبوب في الوقت نفسه"!.
يذكر أنه منذ عام 1972، أنتج سهيل بنبركة وأخرج 8 أفلام روائية وعشرات الأفلام الوثائقية وأكثر من 200 فيلم إعلانات، وكان المنتج التنفيذي في المغرب لحوالي ثلاثين فيلما لمخرجين عالميين...