في إطار زيارة البعثة التقنية المغربية المكلفة بالتحضير لإعادة فتح سفارة المملكة المغربية بسوريا إلى دمشق، انتقلت بعثة مشتركة، تضم مسؤولين مغاربة وآخرين سوريين كبارا، إلى عين المكان لمعاينة الإغلاق الفعلي لمكتب انفصاليي "البوليساريو" في العاصمة السورية.
وفي هذا الصدد، قال فهد المصري، رئيس الهيئة التأسيسية للحزب السوري الحر، إن "إغلاق مكتب جبهة البوليساريو الإرهابية في دمشق يعد خطوة أولى نحو تصحيح مسار العلاقات السورية - المغربية، ويشكل هذا القرار الشجاع من دمشق قطيعة مع السياسات المعادية لنظام الأسد المخلوع".
وأضاف في تصريح لـ"تيلكيل عربي" أن "بناء علاقات صحية وسليمة مع المغرب، قائمة على الاحترام المتبادل واحترام السيادة الوطنية والترابية، هو القاعدة الأساسية للانطلاق بهذه العلاقة نحو أفق لا نريده فقط علاقات ممتازة أو أكثر من ممتازة، بل نطمح إلى أن تصل إلى مستوى تحالف استراتيجي وشراكة وتعاون وتنسيق في شتى المجالات".
وأبرز أن "الخطوة التالية الآن هي الاعتراف الرسمي، الواضح والصريح، بسيادة المملكة المغربية على صحرائها، وهي خطوة ننتظرها بفارغ الصبر لاستعادة علاقة دمشق بالرباط لمسارها الطبيعي".
وأكد أن "الحزب السوري الحر في أعلى درجات النشوة والسعادة، لأن ما بدأت به دمشق يعد انتصارا لموقفنا ورؤيتنا، وترجمة عملية لما طالبنا به، ونتطلع إلى أن تستفيد دمشق بأقصى ما يمكن من الخبرات المغربية في الحكم الرشيد، والإدارة، والتنمية المحلية، كما نتمنى الاستفادة من خبرات المغرب التراكمية في إعادة بناء مؤسسات الدولة السورية، المدنية والعسكرية".
وشدّد على أن "القطاع الخاص في المغرب يمتلك تجارب رائدة في شتى القطاعات، ونتمنى أن تكون هناك شراكة اقتصادية تتيح للمغاربة المشاركة في إعادة الإعمار والبناء في سوريا، فالشراكة مع المغرب هي شراكة مع التطور والتقدم، وشراكة مع المستقبل الواعد".
ودعا "القيادة السورية، بهذه المناسبة، إلى إعفاء المغاربة من أي رسوم أو إجراءات لدخول الأراضي السورية، كعربون وفاء للمغرب وأهله، على استقبالهم وتكريمهم لمواطنينا السوريين الذين لجؤوا إلى المغرب، نحن لن ننسى للمغرب وأهله الكرام، وللملك محمد السادس والأسرة العلوية، مواقفهم الأخلاقية تجاه سوريا وشعبها".