حاورته: فاطمة الزهراء الراجي
قال الخبير في علوم الأوبئة ومدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، مولاي المصطفى الناجي، إن كورونا فيروس "انتهازي" ينتظر الفرصة للتفشي في حال التراخي في الالتزام بالتدابير الوقائية.
وأوضح الناجي، أن معدل انتشار الفيروس الذي يفوق 70 في المائة وتسجيل سلالات جديدة منه بعدة دول والتي رصدت، مؤخرا، إصابات بإحداها بالداخلة، تهدد المؤشرات الإيجابية المحققة، خاصة وأن بعضها يصيب فئات أكثر كصغار السن.
ومع قرب حلول شهر رمضان، أكد الناجي، وهو أيضا عضو اللجنة الوطنية الاستشارية للقاح، أنه لا يمكن الجزم بشأن فرض الحجر الصحي من عدمه في هذه المرحلة، لأن اتخاذ أي قرار يتم بناء على توصيات علمية دقيقة من قبل الهيئات المختصة.
وأشار إلى أن هناك مجموعة من المؤشرات المرتبطة بتطور الوضعية الوبائية ببلادنا، والتي تحدد توجهات الحكومة قبل اتخاذ أي قرار بهذا الخصوص، ومن أهمها معدل الإماتة المسجل والحالات الحرجة التي تتلقى العلاج بالمستشفيات والمصابون بالوباء ممن يعانون من أمراض مزمنة.
وأبرز أيضا أن المغرب حقق طوال السنة الماضية منحى إيجابيا من حيث تطور الوضع الوبائي، خاصة مع التراجع الكبير لمعدل انتشار الوباء، وانخفاض الوفيات خلال الأيام القليلة الماضية، إضافة إلى ارتفاع معدل التشافي إلى 97 في المائة.
وأضاف أن ثمة عاملين رئيسيين للحفاظ على المنحى الإيجابي لتطور الوباء، يهم الأول مواصلة الانخراط في الحملة الوطنية للتلقيح، والتي بلغت نسبتها 20 في المائة حتى الآن، فيما يهم العامل الثاني مواصلة التقيد بالتدابير الوقائية المفروضة للحد من انتشار الوباء، وعلى الخصوص التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات الواقية والنظافة وغيرها.
وخلص الخبير في علوم الأوبئة إلى أن التلقيح ضد الوباء يبقى السبيل الأكثر نجاعة في الوقت الراهن لوقف انتشاره وتحقيق المناعة الجماعية، في أفق العودة إلى الحياة الطبيعية.