انصبت، عشية أمس الأربعاء، خلال ندوة "سياسات الإسكان: وجهات نظر متقاطعة" التي أقيمت ضمن فعاليات المعرض الدولي للبناء بالجديدة، أسئلة مسؤولين موريتانيين، ضيف شرف الدورة، على تفاصيل تهم مشروع برنامج الدعم المباشر للسكن.
وتناولت هذه الأسئلة عدد الطلبات وآثار البرنامج على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، والفئات المستفيدة، وآجال الاستجابة للطلبات، وطريقة اعتبار السكن الرئيسي بالنسبة للجالية المغربية المقيمة بالخارج، إضافة إلى الميزانية ومقدار الدعم.
وقد تفاعل مع هذه القضايا كل من أديب بن إبراهيم، كاتب الدولة المكلف بالإسكان، وهشام عيروض، مدير السكنى.
وفي تصريح لـ"تيلكيل عربي"، أكد سيديا ولد امحيميد، مدير الدراسات والبرمجة والتعاون بقطاع الإسكان الموريتاني، أن "برنامج الدعم المباشر للسكن برنامج جيد جدا، ونوعي ومهم، وسوف نستفيد منه في موريتانيا، وسنعمل على إعداد وإطلاق برامج مشابهة بعد استكمال الدراسة التي أُشير إليها".
وأضاف المتحدث ذاته، أن الوفد الموريتاني "جاء للاستفادة من المعرض الدولي للبناء، من أجل الاطلاع على التجارب المغربية والتعرف على المتخصصين والعاملين في المجال وتبادل الخبرات".
وفيما يتعلق بالعلاقات المغربية-الموريتانية في مجال الإسكان، شدّد المسؤول الموريتاني على أن "المغرب دولة شقيقة، ولدينا معها عدة اتفاقيات، في قطاع الإسكان، ووقّعنا اتفاقية سابقة مع المغرب في مجال العمران والإسكان، وستسمح لنا بالاستفادة من التجربة والخبرة المغربية، ونحن مستعدون للتعاون مع أي جهة مهتمة بالسوق الموريتاني".
وأوضح أن "المعرض كان فرصة للتحدث عن التجربة الموريتانية في هذا المجال، وهي تجربة شابة، لكنها عرفت إنجازات ملموسة، القطاع يعمل حالياً على إعداد استراتيجية وطنية للإسكان، عبر البحث عن أنجح آليات السكن في موريتانيا، وجئنا لنرى كيف استطاع المغرب تحقيق ما حققه، للاستفادة من هذه التجارب وتجنب الأخطاء التي وقع فيها غيرنا".
وفي معرض رده على موضوع حضور الجانب البيئي في البناء بموريتانيا، أشار إلى أن "الحكومة أعدت استراتيجية للتأقلم مع التقلبات المناخية، وشارك في إعدادها عدة قطاعات، منها قطاع الإسكان، الذي وضع خطة واضحة لحماية المدن من السيول، كما تم إعداد قانون جديد للعمران والبناء، وهو سيمكننا من احترام المعايير الدولية في هذا المجال".
وشهد افتتاح المعرض حضور فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، إلى جانب ممثل دولة موريتانيا مامودو مامادو انيانك، وزير الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي، وأديب بن إبراهيم، كاتب الدولة المكلف بالإسكان، ومحمد مهيدية، والي جهة الدار البيضاء-سطات.
وبيّن مامودو ممادو انيانك، وزير الإسكان و العمران والاستصلاح الترابي، في منشور على صفحة الوزارة، أن "موريتانيا تعمل على إعداد استراتيجية وطنية للسكن الحضري بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)، فضلا عن آليات جديدة لتمويل السكن، بهدف تمكين المواطنين من الحصول على سكن لائق ومستدام. مشيدا بالخبرة المغربية، والتقدم الملاحظ للمملكة في مجال الأشغال العمومية والإسكان الاجتماعي، وهو نموذج جدير بالاقتداء، وفي هذا السياق تربط بلادنا شراكات استراتيجية، ستتعزز في الفترة المقبلة".
يُذكر أن الدورة التاسعة عشرة للمعرض الدولي للبناء انطلقت صباح أمس الأربعاء، وتستمر حتى 24 نونبر 2024، تحت شعار: "التنفيذ الاحترافي للأشغال، ضمان لجودة المواد والمباني".