الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ضيفة شرف الدورة التاسعة عشرة للمعرض الدولي للبناء الذي انطلق يوم أمس بمدينة الجديدة، شاركت بوفد كبير يتقدمه الوزير مامودو مامادو انيانك، وزير الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي الموريتاني.
واستمعت فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، إلى جانب أديب بن إبراهيم، كاتب الدولة لدى وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة المكلف بالإسكان، ومحمد مهيدية، والي جهة الدار البيضاء-سطات، برفقة الوزير الموريتاني، أمس، إلى عرض المدير العام لمؤسسة تنفيذ الأشغال المنجزة بالمواد المحلية، أحمد طاهر أخيار.
في هذا الصدد، أوضح خونا صالح، مستشار مدير مؤسسة تنفيذ الأشغال المنجزة بالمواد المحلية، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، أن "المؤسسة تعنى بتثمين المواد المحلية، خصوصا الحجارة بكافة أنواعها والتربة، وتقوم ببناء عدة مساكن باستخدام التربة المضغوطة، وترميم المساكن القديمة نظرا لمكانتها التاريخية وللحفاظ على البيئة، لأن البناء بالطوب المضغوط صديق للبيئة".
وأضاف أن "المؤسسة أيضا تعنى بتبليط الشوارع وتزيين الواجهات، وفي هذا الإطار تخلق فرص عمل للشباب العاطلين، لأنها تعتمد على مقاربة الكثافة العالية لليد العاملة، حيث تتراوح النسبة المئوية للعائدات المالية التي يستفيد منها العامل مباشرة بين 75 و85 في المائة".
وأبرز أنه "كما ترون هنا، لدينا العديد من أنواع الحجارة ومواد البناء، وهنا نموذج للبناء المتعدد بمواد محلية؛ هذا بالحجارة، وهذا بالطوب المضغوط".
وحول الإقبال على هذا النوع من المباني، أكد أن "هناك إقبالا كبيرا على هذه المباني، وقد أنجزنا ما يقارب 50 منزلا باستخدام الطوب المضغوط، ولدينا أيضا أبنية بالتربة المدكوكة".
وتابع: "حتى في المباني الجديدة، يجب أن تكون فيها لمسة تاريخية وحضارية، لأن لكل دولة حضارة وخصوصية يجب أن تكون حاضرة في المنازل".
وأشار إلى أن "هناك مباني جديدة بالإسمنت، ولكن تزين وتبطن بالمواد المحلية، كما نعمل على ترميم المباني القديمة وتبليط الشوارع بالطوب المضغوط والحجارة".
ومن ناحية الجودة، أكد أن "المباني المعدة بالمواد المحلية ذات جودة عالية، ويكفي أن أعطي مثالا بسيطا، لدينا أربع مدن تاريخية في موريتانيا مسجلة في قائمة اليونسكو، والمباني فيها مضى عليها تقريبا تسعة قرون على الأقل وما زالت ثابتة رغم عوادي الزمن، ولا يزال السكان يعيشون فيها".
وتأسست مؤسسة تنفيذ الأشغال المنجزة بالمواد المحلية بموجب المرسوم رقم 2012-262 بتاريخ 29 أكتوبر 2012، الذي يحدد قواعد التنظيم والتشغيل والمهام.
المؤسسة تعد هيئة عمومية تهدف إلى دعم التنمية المستدامة من خلال تعزيز استخدام الموارد الطبيعية المحلية في مشاريع البناء والبنية التحتية.
وانطلقت صباح، أمس، الأربعاء الدورة التاسعة عشرة للمعرض الدولي للبناء، الذي يستمر من 20 إلى 24 نونبر 2024، تحت شعار: "التنفيذ الاحترافي للأشغال، ضمان لجودة المواد والمباني".
ويشارك في هذه الدورة أكثر من 50 دولة، مع عرض ما يزيد عن 1500 علامة تجارية.
ويسعى المعرض إلى تحسين جودة الحياة من خلال التخطيط الحضري والإسكان الاجتماعي، وتقديم حلول مبتكرة لخلق بيئة معيشية متناغمة تتماشى مع التحولات الديموغرافية والتوسع الحضري المستمر.