منذ حلول السنة الجديدة (2018)، صار موقع "جبل إيغود"، نواحي اليوسفية، وحيث تم اكتشاف بقايا أقدم إنسان في العالم، السنة الماضية، مصنفا ضمن المواقع الأثرية الوطنية، بهدف حمايته. القرار يشكل خطوة أولى نحو السعي إلى إعلانه تراثا عالميا من قبل "اليونسكو".
وجاء تصنيف الموقع، الذي صار "مهد البشرية" منذ اكتشاف أقدم بقايا في العالم لإنسان عاقل فيه (300 ألف سنة)، بموجب قرار لرئيس الحكومة صدر في أول عدد من الجريدة الرسمية في 2018، ووقعه بالعطف محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، وعبد الوافي الفتيت، وزير الداخلية.
قرار التصنيف الذي تقدمت بطلبه جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، خلال فاتح شتنبر الماضي، أساسا إلى حماية الموقع وصيانته، إذ تقول المادة الثانية من القرار أنه "لا يمكن القيام بأي أشغال إصلاح أو إبراز القيمة داخل منطقة الإدراج (الموقع) المحددة برسم تصميمي، إلا بترخيص من وزارة الثقافة والاتصال وتحت مراقبتها".
ولمناسبة صدور القرار، ذكرت "العلوم والمستقبل"، المجلة العلمية الفرنسية، على لسان عبد الواحد بناصر، الأستاذ في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، والشريك في الأبحاث التي قادت إلى الاكتشاف في موقع جبل "إيغود"، إن "تصنيف الموقع تراثا وطنيا مهم جد لحمايته"، مشيرا أن الموقع، الذي تم اكتشافه من قبل فريق من الآركيولوجيين أشرف عليهم رفقة الأنتربولوجي الفرنسي جون جاك هوبلان، سيتضمن "منطقة عازلة".
وفيما يوجد الموقع الذي تقارب مساحته ثلاث هكتارات في منطقة جبلية بجهة أسفي، التي تعرف وجود مناجم لأحجار "الباريت" المستعملة في الصناعات البترولية، كشفت مجلة "العلوم والمستقبل" أن السلطات أطبقت أيضا دراسة لتثمين الموقع وإحاطته بأسوار وتهيئته مع إحداث مسارات للولوج إليه، وفق المعايير المعمولة بها في المواقع التراثية المماثلة.
ولم يخف عبد الواحد بناصر، في تصريحاته للعلوم والمستقبل، أن قرار تصنيف الموقع تراثا وطنيا، خطوة أولى نحو تصنيف موقع جبل "إيغود"، الذي صار مشهورا عالميا منذ يونيو الماضي، تراثا للبشرية، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، إذ يعد الموقع حاليا أقدم مهد للإنسان العاقل يتم اكتشافه، إذ يصل عمره إلى 300 ألف سنة.
يشار إلى أن الإنسان العاقل لجبل إيغود، ومنذ اكتشافه نزع من "أومو 1" و"أومو 2"، المكتشفين في موقع "أومو كيبيش " في إثيوبيا خلال الفترة من 1967 إلى 1974، صفة "مهد البشرية"، إذ لا يتجاوز عمرهما 195 ألف سنة، كما أن اكتشاف جبل "إيغود" فرض إعادة النظر في الفكرة التي افترضت أن البشرية انطلقت من إثيوبيا بشرق إفريقيا.