قرر المكتب الشريف للفوسفاط، توقيف مرور بواخره الحاملة لمنتجاته التي يصدرها من مساري مضيق بوينا إيسبيرانزا في جنوب إفريقيا وقناة باناما، لتفادي محاولات "التحرش" التي تقوم بها جبهة "البوليساريو" للحجز على بواخر المكتب.
وحسب وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، نقلا عن مصدر رسمي من داخل المكتب الشريف للفوسفاط، فإن هذا الأخير قرر تغيير طريقين من ضمن الطرق التي تمر منها بواخره، وهما مضيق بوينا إيسبيرانزا وقناة باناما، لأن محاكم هذين الدولتين، حسب المصدر المذكور، كانوا قد وافقوا، في وقت سابق، على دعوة قدمتها جبهة البوليساريو ضد المغرب، تقول فيها إن هذا الأخير يستغل فوسفاط بوكراع.
وبينت "إيفي" أنه في ماي 2017، تم الحجز على باخرة مغربية في بنما لمدة قصيرة، لأن محكمة هذه الأخيرة قررت أنه ليست لديها الصفة للبث في مثل هذه القضايا ذات الطابع الدولي، وسمحت للباخرة بعد ذلك بالمغادرة، وإكمال طريقها إلى كندا.
أما في جنوب إفريقيا، فقد تم حجز باخرة مغربية، كانت متجهة نحو نيوزلندا، في أحد الموانئ هناك لمدة 10 أشهر، قررت المحكمة بعد مرورها اعتبار أن الفوسفاط الذي كان على متن الباخرة هو ملك للشعب الصحراوي وتم استغلاله من طرف المغرب، بحيث صادرت الشحنة وعرضتها للبيع في المزاد العلني، حسب وكالة الأنباء الإسبانية.
المصدر الرسمي من المكتب الشريف للفوسفاط، قال إن "القرار الذي تم اتخاذه بهدفه تفادي الخطوط والطرق البحرية التي تشكل خطرا على بواخر الشركة"، مضيفا أنه "تمت إعادة رسم طرق الإبحار، وذلك باتفاق مع أكثر من 40 شركة تشتغل مع المكتب، ولديها عقود سنوية معه".
وأبرز المصدر نفسه أن "بواخر المكتب يمكن أن تعود إلى المرور عبر قناة بنما قريبا"، لكنه أفاد أن "مسار بوينا إيسبيرانزا يشكل خطرا أمنيا على بواخر المكتب، بحيث أن محاكم جنوب إفريقيا تعطي لنفسها اختصاصات قانونية ليس لديها الحق فيها".
وأوضح مصدر المكتب الشريف للفوسفاط، أن "تغيير المسارات البحرية لن يتسبب في كلفة مالية إضافية بالنسبة لزبناءه".
ويذكر أن المكتب الشريف للفوسفاط هو أول مصدر عالمي للفوسفاط، بحيث يصدر 30 مليون طن سنويا منه ومن مشتقاته، ويستورد 5 مليون طن من المنتجات اللازمة لتحويل هذا المعدن، ويشتغل بحوالي 6000 باخرة على الصعيد العالمي.