المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة..تعزيز التنمية المندمجة رهين بالتدبير الفعال لمنظومة النقل

تيل كيل عربي

أكد المشاركون في ورشة عمل، نظمت، اليوم السبت بطنجة في إطار المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة، على أن تعزيز التنمية الجهوية المندمجة رهين بالتدبير الفعال لمنظومة النقل والتنقل في مختلف جهات المملكة.

وأشاروا خلال هذه الورشة التي قاربت محور "تطوير منظومة النقل والتنقل المستدام"، إلى أن تطوير منظومة نقل شامل ومستدام أمر ضروري لتحقيق تنمية ترابية مندمجة على المستويين الجهوي والمحلي.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، عبد اللطيف معزوز، على أهمية الاتفاقية الإطارية التي تم توقيعها لتطوير عقود التدبير المفوض للنقل العمومي بين الجماعات، موضحا أن الاتفاقية، التي تصل قيمتها إلى 11 مليار درهم للفترة ما بين 2025 و2029، ستسهم في تحسين خدمات النقل.

وأضاف معزوز أن جهة الدار البيضاء-سطات تتوفر على منظومة نقل متنوعة تشمل شبكة "الترامواي" و"الباصواي"، فضلا عن شبكة طرق تحتاج إلى التأهيل، خاصة في المناطق القروية، مذكرا بالمشاريع الجارية لتطوير شبكة السكك الحديدية والبنية التحتية، بما في ذلك تحسين الطرق المؤدية إلى المرافق الحيوية مثل الملعب الكبير الحسن الثاني، المتوقع اكتمالها بحلول عام 2030.

من جهته، أكد رئيس مجلس جهة سوس-ماسة، كريم أشنكلي، على أهمية النقل المستدام ودوره الحيوي في جلب الاستثمار المنتج ، مشيرا إلى مشروع حافلات "أمل واي"، وهو أول خط لحافلات الخدمة العالية بمدينة أكادير، الذي يهدف إلى تحسين جودة خدمات النقل الحضري وربط فضاءات المدينة بالميناء وباقي الأحياء السكنية.

وأشار أشنكلي إلى أنه جرى التوقيع على بروتوكول اتفاق لإنشاء خط بحري تجاري يربط أكادير بدكار، موضحا أن المشروع سيسهم في تقليل تكاليف النقل وتعزيز المبادلات التجارية بين المغرب ودول غرب إفريقيا.

أما مدير الاستراتيجية والتعاون والجودة بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، سعيد شنديد، فاستعرض التطورات التي شهدها القطاع في العقد الأخير، لا سيما مع إطلاق القطار فائق السرعة "الب راق" سنة 2018، مؤكدا على أن الاستثمار في القطارات السريعة وخطوط السكك الحديدية الإقليمية يعزز من قدرة القطاع على دعم التنمية المستدامة، لما يوفره من مزايا تشمل الكفاءة الطاقية، والحفاظ على البيئة، وانخفاض التكاليف.

وفي ما يتعلق بالنقل الطرقي، سلطت مديرة النقل الطرقي بوزارة النقل واللوجستيك، بهيجة بوستة، الضوء على الجهود الرامية إلى تحسين حكامة النقل العمومي، مشيرة إلى ضرورة إعداد ميثاق وطني يدعم التنقل المستدام ويعزز تكامل الجهود بين مختلف الفاعلين لضمان تنفيذ السياسات والمشاريع الطموحة بكفاءة.

كما توقفت بوستة عند إشكالات وتحديات وآفاق النقل والتنقل المستدامين، مبرزة الجهود التي بذلتها الوزارة لتجويد قطاع النقل، خاصة النقل غير الحضري.

ويشكل هذا الحدث، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، لحظة مهمة في تنزيل ورش الجهوية المتقدمة، باعتباره إصلاحا هيكليا وخيارا استراتيجيا لتعزيز مسار التنمية الترابية.

ويسلط المشاركون في هذا اللقاء المنعقد على مدى يومين بمبادرة من وزارة الداخلية وبشراكة مع جمعية جهات المغرب، الضوء على المبادرات الناجحة والمشاريع الهيكلية المنجزة في مختلف الجهات، بهدف تشجيع تبادل الخبرات والتفكير في حلول مبتكرة ومناسبة للتحديات الترابية.