نوّه المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو"، محمد ولد أعمر، أمس الخميس، بمراكش، بالتجربة المغربية "المتميزة جدا" في مجال تعليم الكبار ومحاربة الأمية.
وأكّد ولد أعمر، على هامش أشغال المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار (CONFINTEA VII)، أن التجربة المغربية "متميزة جدا" في هذا المجال، سواء من حيث المنهجية أو المكانيزمات التي تم إرساؤها من أجل محاربة الأمية، والقضاء على أسباب هذه الظاهرة، وخاصة الانقطاع عن الدراسة.
وأشاد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالجهود الدؤوبة التي تبذلها المملكة في مجال محاربة الأمية، والتي ستساهم، دون شك، في الحد من أسباب هذه الظاهرة.
كما أبدى ارتياحه للتعاون المثمر الذي تعزز، خلال السنوات الأخيرة، وذلك، على الخصوص، "بفضل الدينامية التي تطبع تعاوننا وشراكتنا مع المغرب، ولاسيما مع الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية".
وأعرب عن الأمل في أن يؤتي هذا التعاون الرائع ثماره في السنوات المقبلة، من خلال تطوير سلسلة من البرامج المشتركة، داعيا، في هذا الاتجاه، البلدان العربية إلى الاستفادة من التجربة الرائدة للمملكة في هذا المجال.
كما حثّ البلدان الأعضاء، في هذا الصدد، على تعزيز تعاونها وتنسيق جهودها في مختلف الميادين، وخاصة محاربة الأمية وتعليم الكبار، وكذا تبادل التجارب والممارسات الجيدة، مبرزا أنه لدى بعض البلدان؛ مثل المغرب، تجارب ناجحة يتعين تقاسمها وتعميمها.
وبشأن حالة محاربة الأمية في العالم العربي، أوضح ولد أعمر أن العديد من البلدان العربية تواجه تحدي محاربة الأمية في صفوف الشباب والكبار، "لكن لسوء الحظ، أدى عدم الاستقرار السياسي في العديد من هذه البلدان، إلى ارتفاع أعداد المنقطعين عن الدراسة، والأميين".
ودعا كل الأطراف المعنية في العالم العربي إلى توحيد جهودها للتقليص من الهوة الكبيرة الحالية بين الانتقال الرقمي وتعليم الكبار.
وقال: "يتعين علينا، بلدانا ومنظمات، مراجعة برامجنا التعليمية، قصد التصدي لأسباب الأمية في العالم العربي"، مشيرا إلى أن "الألكسو" تشكل، في هذا الاتجاه، الإطار المؤسساتي لمباشرة ومواكبة هذا المجهود العربي.
وتابع أن منظمة "الألكسو" تبذل جهودا معتبرة في ميدان النهوض بمحاربة الأمية وتعليم الكبار، من خلال إصدار الكتب والدراسات والبحوث، وكذا وضع برامج مشتركة، وتكوينات لفائدة المدرسين، وغير ذلك، مشيرا إلى مشاركة المنظمة في جميع اللقاءات التقنية، قصد الاطلاع على التجارب الناجحة، وتقاسمها مع البلدان العربية الأعضاء فيها.
وكشف أن المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار، الذي تتمثل أولى أهدافه في القبول بأن ظاهرة الأمية ما تزال موجودة، سلط الضوء على العديد من التجارب الناجحة، التي يمكن تعميمها في العالم العربي، بالنظر إلى تشابه أسبابها.
كما تحض "الألكسو" كافة البلدان الأعضاء على محاربة الأمية، وتشجيع تعليم الكبار، قصد "توفير مستقبل أفضل لطفل مبدع".
ويجمع المؤتمر الدولي السابع لليونسكو لتعلم الكبار وتعليمهم، المنظم بشكل مشترك بين حكومة المملكة المغربية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، تحت رعاية الملك محمد السادس، الأطراف المعنية من العالم برمته، قصد تحديد مستقبل تعلم الكبار وتعليمهم، خلال العقد المقبل.
ويشكل هذا المؤتمر، المنظم تحت شعار "تعلم الكبار وتعليمهم من أجل التنمية المستدامة: أجندة تحويلية"، مناسبة لمناقشة السياسات الناجعة لتعلم وتعليم الكبار في أفق تعلم مدى الحياة، وفي ظل ظروف تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة المعتمدة عام 2015.