في إطار المساهمة المؤسساتية للهاكا في تعزيز ثقافة المناصفة والمساواة في وسائل الإعلام السمعية البصرية، ووفقا للتقرير الصادر عنها حول حضور النساء في الإعلام، تشير الأرقام إلى وجود تفاوت كبير في توزيع وقت الحديث داخل البرامج الإخبارية، حيث يستحوذ الرجال على 92 بالمائة، مقابل 18 بالمائة فقط للنساء، وذلك خارج الفترات الانتخابية.
وسجل التقرير أنه خلال الفترات الانتخابية، وتحديدا سنة 2011 حصل الرجال على 91 بالمائة من وقت الحديث في البرامج الإخبارية في حين لم تتجاوز نسبة النساء 9 بالمائة.
وفي 2015 خلال الاستحقاقات الانتخابية المتعلقة بالجماعات والجهات، سجل تحسن نسبي في تمثيلية النساء، حيث انخفضت نسبة الرجال إلى 81 بالمائة، وارتفعت نسبة النساء إلى 19 بالمائة.
وذكر التقرير، أنه خلال الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2016، المتعلقة بالانتخابات التشريعية، حافظ الرجال على هيمنتهم حيث بلغ وقت الحديث بالنسبة لهم 87 بالمائة مقابل 13 بالمائة فقط للنساء. وفي الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، استقرت النسبة عند 81 بالمائة للرجال، و19 بالمائة للنساء ما يبرز الفجوة بين الجنسين.
وفي ما يتعلق بتمثيل النساء كموضوع أو كمصدر للمعلومة، فقد كشفت النتائج العالمية لـ GMMP 2020، أنه سيكون من الضروري الانتظار حتى عام 2087 لكي تكون النساء موضوعا للأخبار بنفس قدر الرجال.
وتظهر المعطيات المتعلقة بتمثيل النساء كموضوع أو مصدر للمعلومة أن حضورهن لا يزال ضعيفا في مختلف وسائل الإعلام، بغض النظر عن نوعها. وتسجل أعلى نسبة لتمثيل النساء في التلفزيون بنسبة 22 بالمائة، في حين تعد الإذاعة الوسيلة التي تعرف أدنى مستوى لتمثيلية المرأة في الأخبار، ما يعكس استمرار تهميش صوتها ومكانتها كمصدر أو موضوع للمعلومة.
وأشار التقرير إلى أن التمثيل الضعيف للنساء كموضوع أو مصدر للمعلومة يتمثل في الأخبار السياسية والحكومية، بحيث لا تتعدى (6 بالمائة)، خاصة وأن هذه الفئة من المواضيع تُعدّ من بين الأهم ضمن العرض الإخباري لوسائل الإعلام سنة 2020، حيث تمثل 30 بالمائة من المحتوى الإعلامي. في المقابل، تحضر النساء بشكل أكبر كموضوع أو مصدر للمعلومة في المواضيع الأقل حضورًا من حيث الكم في العرض الإعلامي، مثل الفنون والإعلام وغيرها.
كما كشف التقرير أنه يلاحظ اهتمام كبير من طرف الصحافيات بقضايا النوع الاجتماعي في إطار التغطية المتعلقة بموضوع "القضايا الاجتماعية والقانونية"، في حين يسجل حضور ملحوظ لمعالجة الصحافيين الذكور لقضايا النوع الاجتماعي ضمن مواضيع "الجريمة والعنف".
وأفاد المصدر ذاته أن نسبة حضور النساء كموضوع ومصدر للمعلومة في تغطية الأخبار الدولية والوطنية مقارنة بسنة 2015 تراجعت، حيث بلغت آنذاك 42 بالمائة و37 بالمائة على التوالي.
وسجل التقرير أن أكبر تفاوت في الظهور بين النساء والرجال يتجلى في المواضيع الإخبارية البارزة، من قبيل السياسة، الاقتصاد، والشؤون الدولية، ما يعكس استمرار الهيمنة الذكورية على الفضاء البصري الإعلامي.