صدر أخيرا ضمن منشورات منظمة العمل المغاربي (2018)، مؤلف جماعي عن مطبعة النجاح الجديدة، تحت عنوان "الهجرة في حوض المتوسط وحقوق الإنسان"، نسق أوراقه العلمية إدريس لكريني، مدير مختبر الدراسات الدولية حول إدارة الأزمات بجامعة القاضي عياض ورئيس منظمة العمل المغاربي.
ويتضمن الكتاب، الصادر بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج، دراسات باللغتين العربية والفرنسية لباحثين وخبراء من المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا من تخصصات وحقول معرفية مختلفة، وهي الأوراق التي سبق وأن قدّمت في إطار الندوة العلمية التي نظمتها منظمة العمل المغاربي ومجلس الجالية بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل الألمانية بمراكش في أواخر شهر يناير 2018.
جاء المؤلف في 228 صفحة من الحجم المتوسط، وهو يتناول الظاهرة من زوايا مختلفة، في ارتباط ذلك بالبعد القانوني للهجرة في السياق الوطني والإقليمي والدولي، وبسياقاتها التاريخية والعوامل المتحكّمة فيها، وبترابط الحق في التنمية والهجرة، والمُواطنة بوصفها ضيافة اللاجئ، مع التوقّف عند هجرة الشباب العربي إلى دول الاتحاد الأوربي ورصد تجربة هذا الأخير مع الظاهرة، وطرح أوضاع الشباب المغربي بإيطاليا، وأوضاع المهاجرين الأجانب بالمغرب والمهاجرين المغاربة بالمهجر، وتناول الحق في العودة وإشكالية إعادة الإدماج، ودور المهاجرين في التنمية.
كما تطرق المؤلف للعوامل المغذية للهجرة السرية ولحقوق المهاجر السّري، وللمرأة والهجرة، ثم رصد تجربة مراكز الاستماع مع اللاجئين بالمغرب.
ويأتي الكتاب في سياق مواكبة الإشكالات التي باتت تطرحها الهجرة في أبعادها المختلفة وسياقها الوطني والإقليمي والدولي، وتسليط الضوء على تداعياتها الإنسانية والتي ظلّت مغيّبة بصورة ملحوظة على امتداد سنوات ضمن أجندة الدول الكبرى المعنية بالظاهرة، مع تكريس سياسة الجدران ووضع تشريعات صارمة في هذا الخصوص.