يترقب حميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، منذ عامين رد الحكومة، حيث يتوقع توقيع العقد البرنامج الذي سيربط الدولة بالناقلة الوطنية، غير أن الوزارة الوصية (وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي)، التي يتولى أمرها، محمد ساجد، تتجه نحو إعادة النظر في الأهداف التي حددها رئيس "لارام".
"تنكب وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والخطوط الملكية المغربية على وضع اللمسات الأخيرة على العقد البرنامج ونحن نوجد في المراحل الأخيرة"، هذا ما أكده حميد عدو لـMédias2424 في ماي الماضي.
وأعلن الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، بعد عامين من اقتراح خطة تطوير الناقلة الوطنية، عن أن العقد البرنامج سيوقع مع الدولة "خلال سنة 2019".
غير أن ما لم يقله هو أن مقترحاته، التي اعتبرت طموحة جدا، لم تتم المصادقة عليها من قبل الوزارة الوصية. ويتوجب عليه، بالتالي، إعادة النظر في النسخة التي قدمها، وإلا جرى التخلي عن العقد البرنامج.
رفض ساجد
من بين المقترحات التي قدمت لوزارة السياحة والنقل الجوي، تلك التي تهم مضاعفة الأسطول من أجل بلوغ 120 طائرة، ما سيقتضي استثمارا يتعدي 30 مليار درهم.
في تصريح للرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية ليومية " ليكونوميست" في يناير من العام الماضي، ذهب إلى أنه "في عشرين عاما، لم يتغير أسطولنا كثيرا، انتقلنا من 45 إلى 55 طائرة، ما يمثل نموا سنويا في حدود 2 في المائة. بالموازاة مع ذلك، تطور أسطول شركات في المنطقة، خاصة الخطوط التركية والخطوط الإثيوبية بما بين 10 و12 في المائة".
وأكد في حواره مع اليومية ذاتها بأن "الرؤية جاهزة منذ بضعة أشهر. نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على بعض الجوانب العملية والعملياتية، غير أن المحور الرئيسي لهذه الرؤية جاهز. لقد أعد بتشاور مع مختلف الهيئات والوزارات، من بينها وزارة السياحة والملاحة المدنية والنقل الجوي، والمالية والداخلية.
غير أنه يبدو أن محمد ساجد، لم يتبن رؤية عدو، فبعدما سكت عن تناول الموضوع، التقى حميد عدو مؤخرا، من أجل دعوته لتخفض سقف طموحاته، حيث أكد مصدر من وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي أنه "أخبره أن الدولة ستساعد الشركة الوطنية، غير أنه يتوجب القيام بذلك على مراحل. لا يمكن تعبئة الاستثمار المطلوب من أجل مضاعفة الأسطول". لامجال للوصول لـ120 طائرة باستثمار في حدود 30 مليار درهم.
يجب أن تخدم "لارام" السياحة
من جهة "لارام"، يتم انتقاد محمد ساجد، الذي لم يتجاوب منذ تعيينه في 2017 على رأس وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، مع الإلحاح الذي أبداه عدو. يخبرنا مصدر من الناقلة الوطنية بأن "صمت ساجد فاقم الوضع". تلك مؤاخذة ترفضها وزارة ساجد.
يوضح مصدر من الوزارة بأن "استراتيجية النقل الجوي هي مسؤولية الوزارة الوصية، ويجب على الخطوط الملكية الوطنية الانخراط في التوجهات التي تضعها الوزارة. لا يمكن لحميد عدو أن يضع استراتيجية، ويطلب وسائل ضخمة"، مضيفا "سيوقع العقد البرنامج، لكن ليس بما يوافق المخطط الذي بلوره الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية".
لاتشكل الطموحات المعتبرة "غير واقعية" السبب الوحيد للخلاف، فالوزارة تريد من الناقلة أن تكون في خدمة السياحة، فمصدر "تيلكيل" يؤكد أنه سيتم الحرص على تغطية العجز الناجم عن فتح خطوط.
في السابق، كان يطلب من الناقلة إطلاق خطوط لا مردودية ترجى منها، دون تحديد المتدخل الذي يعود له تغطية عجز الشركة.