هناك من يغسل يديه عدة مرات في الساعة، ويستحم كل ساعتين يومياً، بحيث تصاب البشرة بالجفاف. لكن من يقومون بأمور كهذه يعانون من وسواس تكرار الغسل يدفعهم إلى التصرف بهذه الطريقة. وهنا لا يبقى هناك حل سوى الخضوع لعلاج نفسي.
غسل اليدين المستمر والتأكد من أن الأبواب مغلقة أو أن الفرن مطفأ هي عادة يمكن أن تتحول إلى وسواس ويصبح الشخص المصاب بها رهينة لمرض يتحكم فيه وفي تصرفاته. فالمصابون بالوسواس القهري يغسلون أياديهم عشرات المرات يومياً أو يقومون بتفقد الأشياء لساعات طويلة لدرجة الإعياء. هؤلاء الأشخاص يتحكم الوسواس في تصرفاتهم.
في مقابلة قامت بها DW مع البروفيسور والطبيب النفسي في مستشفى "شلوسبارك" ببرلين، توم بشور، الذي يعالج مرضى الوسواس القهري، قال: "الوسواس القهري مرض شائع ومزعج جداً، ولكن علاجه ممكن إذا تمكن المريض من التغلب على حيائه واتبع العلاج بشكل صحيح".
يجب على من يعاني من ذلك أن يبحث عن المساعدة، لأنه مضرّ بالنسبة للشخص المعني، فهو يشعر بالعذاب والخجل، أو أنه لا يستطيع التعامل مع واجباته اليومية بشكل جيد. كذلك قد يدخل في نزاعات مع العائلة لأنه يحجز الحمام لنفسه طيلة اليوم مثلاً. هناك أيضاً حالات مستعصية، مثل وسواس غلق الأبواب، فهناك أناس لا يستطيعون مغادرة المنزل، وبالتالي لا يمكنهم الخضوع للعلاج في العيادات الخارجية. ويجب عليهم أن يتوجهوا للمستشفى في هذه الحالة.
وذكر الطبيب النفسي بشور، أثناء مقابلته مع DW، كذلك أن الوسواس القهري له علاقة بالتربية وما يتعلمه المرء في مرحلة الطفولة عن النظافة مثلاً. لكن في النهاية لا تزال هناك علامة استفهام حول أسباب أن يصاب به البعض والبعض الآخر لا، مضيفاً أن غالبية الأبحاث تبين أن النساء أكثر تأثراً بفارق ضئيل عن الرجال. وعموماً، فإن هذا المرض يبدأ عند الشباب وغالباً في عمر العشرين، وفي العادة قبل بلوغ سن الخامسة والثلاثين، وبعدها يصير نادر الحدوث.
أما الطريقة التي ينتهجها البروفيسور بشور لعلاج المرضى المصابين بوسواس تكرار غسل اليدين فهي بسيطة جداً، إذ يقوم بتعريض المريض إلى الأوساخ ولا يسمح له بعدها بغسل اليدين لمدة ثلاث ساعات لكي يتعود على هذا الوضع، ويرافقه بعناية نفسية طيلة مدة العلاج. الهدف من هذه الطريقة أن يشعر المريض بأن التوتر الداخلي ينحسر دون أن يستسلم المريض للرغبة في غسل يديه وأن يتغلب على الوسواس القهري الذي يمكن أن يصبح روتيناً مدمراً في الحياة اليومية.