تسارع السلطات والمصالح الحكومية والمؤسسات المشرفة على تدبير تزويد المواطنين بالماء الصالح للشرب الزمن، من أجل ضمان استمرار الخدمة بدون انقطاع خلال فصل الصيف، بالرغم من صعوبة المسألة في أكثر من جهة.
وحسب معطيات موثوقة حصل عليها "تيلكيل عربي"، بدأت تظهر بشكل جلي، انعكاسات موسم الجفاف الذي يعيشه المغرب هذه السنة، وتأثيره على حقينة السدود والآبار والفرشة المائية.
ومن بين المدن الكبرى المهددة بتسجيل انقطاعات في التزود بالماء الصالح للشرب، حسب المعطيات ذاتها، نجد مدن الرباط والدار البيضاء ووجدة وسطات ومراكش ومدن تابعة لجهة بني ملال.
في جهة الشرق، لجأت السلطات المحلية لضخ المياه الجوفية بعدد من المناطق، من أجل ضمان توفير الماء الصالح للشرب لعدة مناطق.
أما الدار البيضاء، شرع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح الشرب خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو الجاري، في الاستغلال الصناعي للشطر الأول من مشروع كبير لتأمين تزويد المنطقة الجنوبية للدار البيضاء بالماء الصالح للشرب انطلاقا من منشآت إنتاج الماء الشروب التي تعالج مياه سد سيدي محمد بن عبد الله.
هذا المشروع ( تكلفة إجمالية تقارب 180 مليون درهم)، يهم بشكل أساسي وضع قناة بطول يبلغ حوالي 7,5 كلم من الفولاذ المغلف بقطر 2000 ملم لربط القناة الحالية التي تزود شمال مدينة الدار البيضاء انطلاقا من مركب أبي رقراق بخزان التوزيع بمديونة الواقع جنوب المدينة، مبرزا أن هذه القناة الجديدة ستمكن من نقل صبيب يقدر ب 1550 لتر في الثانية في المرحلة الأولى.
كما يقوم المكتب كذلك ببناء محطة للضخ لزيادة صبيب هذه القناة إلى 2500 لتر في الثانية في المرحلة الثانية والتي من المنتظر الشروع في استغلالها نهاية سنة 2022.
جهة أخرى قامت بتنزيل مشروعين استباقيين، من أجل ضمان تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب، وهي جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، حيث قامت مصالحها الولائية، بإنهاء مشروع قناة تربط بين مدينتي العرائش وطنجة، ضمنت للأخيرة تزويدا مستقرا بالماء، وهو نفس المشروع الذي تم إنشاؤه للربط بقناة مائية ما بين مدينتي الحسيمة وترغيست.
وبالنسبة لجهة بني ملال، شرعت المصالح المشرفة على تدبير التزود بمياه الشرب، في تنفيذ سياسة الانقطاعات من أجل ترشيد استهلاك المياه.
في السياق ذاته، أعلنت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بتادلة، نهاية الأسبوع المنصرم، أنه سيجري قطع المياه بالتناوب، بمدينة سوق السبت التابعة لجهة بني ملال، بسبب ارتفاع درجات الحرارة والطلب المرتفع على الماء الصالح للشرب، إضافة إلى التناقص الكبير الذي يعرفه مخزون المياه الجوفية بسبب ضعف التساقطات هذا الموسم.
ويواجه المغرب هذه السنة، أزمة حادة في مخزون مياه الشرب، رغم الجهود التي بذلت على عدة مستويات، من بينها التعميم الشامل لاستعمال المياه العادمة المعالجة في سقي المساحات الخضراء، كما هو الحال اليوم في العاصمة الرباط والمناطق المحيطة بها.
وعلاقة بالموضوع ذاته، عقد المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، عبد الرحيم الحفيظي، اجتماعا يوم أمس بالرباط، مع المسؤولين داخل المكتب، من أجل تسريع مشاريع استمرار ضمان تزويد المواطنين بالماء الشروب، ولخص الحفيظي خلال الاجتماع الوضع في المغرب بأنه "يعيش وضعية إجهاد مائي".