تفاجأ مرضى السل في العديد من المدن المغربية، بما في ذلك تمارة، بقلة الأدوية المسلمة لهم، بعد أن كانت المدة تغطي شهرا، بينما أصبحت الآن تغطي 14 يوما أو أسبوعا فقط.
ووفق إفادة مرضى لـ"تيلكيل عربي"، يُجبر هذا التغيير المرضى على العودة إلى المستوصفات بشكل متكرر، حتى لو كانت حالتهم الصحية لا تسمح بذلك، مما يسبب لهم معاناة إضافية، علما أن مناعتهم ضعيفة مما قد يتسبب لهم في التقاط أمراض جراء الاحتكاك بأماكن مكتظة".
كما أن "البعض من مرضى السل، سلمت له أدوية ستنتهي بعد عيد الأضحى بيومين، مما سيجبرهم على العودة إلى المستوصفات في ساعة الذروة الصباحية أو من مناطق بعيدة للحصول على المزيد من الأدوية بينما يمكن تسليمهم ما يكفي من الأدوية في المرة الأولى خاصة أنهم ملتزمون بأخذ الأدوية".
وأشار شخص يخضع للعلاج من السل في حديثه، إلى أن "الجواب الذي يتلقونه من المصالح المكلفة بتسليم الأدوية هو "نقص السطوك".
انقطاع أدوية داء السل
في هذا الصدد، وجه نبيل الدخش، البرلماني عن حزب الحركة الشعبية، سؤالا كتابيا، إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، حول "انقطاع أدوية داء السل".
السؤال الكتابي الذي لم تجب عنه وزارة الصحة إلى حدود اليوم، جاء فيه أن "المغرب يعرف سنويا ارتفاعا في حصيلة الأرقام المسجلة لمرضى داء السل، وهي معطيات تدق ناقوس الخطر في ظل ضعف العرض الصحي والاستشفائي، خاصة أمام الانقطاع المسترسل لأدوية داء السل".
وأوضح أن "هذا المرض يصيب الفئات الاجتماعية الهشة، كما أنه شديد الانتشار في المناطق شبه الحضرية وفي التجمعات الكبرى، ويرتبط أساسا بالسكن غير الصحي والاختلاط وسوء التغذية والهشاشة والفقر، الأمر الذي سينجم عنه في حالة انقطاع هذه الأدوية تفاقم الوضع الصحي للمصابين بهذا المرض وتدهور حالتهم الصحية".
وأبرز أن "الانقطاع المسجل في الأدوية الخاصة لمرض السل من شأنه تزايد الإصابة بهذا المرض المعدي والفتاك".
وساءل الوزير عن أسباب انقطاع أدوية داء السل؟ وما هي التدابير الاستعجالية المتخذة لضمان استمرارية الخدمات ووصول العلاج إلى المرضى المصابين، وتوفير مخزون دوائي كاف، وكذا توعية المواطنين بسبل الوقاية منه والحد من انتشاره؟
ارتفاع نسبة الوفاة
علاقة بموضوع السل، وجه عبد الصمد حيكر، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، سؤالا كتابيا إلى الوزير الوصي على القطاع، حول "وضعية مستشفى الأمراض التنفسية بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدار البيضاء".
وأشار إلى أن "هذا المستشفى أصبح مفتقدا لمن يمكنه تأمين الخدمات الطبية المطلوبة للمصابين بهذا الداء الفتاك، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الوفايات في أوساط المصابين بهذه العمالة كما يهدد باتساع دائرة انتشار هذا المرض، مما قد تنتج عنه تطورات قد تغدو كارثية".
التجاهل
وحاول "تيلكيل عربي" التواصل مع الوزارة من أجل معرفة وجهة نظرها بخصوص هذا الموضوع، إلا أن هاتف مسؤول التواصل ظل يرن دون جواب.
ووفق موقع مجلس النواب، لم تعر وزارة الصحة، أي اهتمام لسؤال كتابي وجهه عبد اللطيف الزعيم، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، يوم الأربعاء 27 مارس 2024، حول "استراتيجية وزارة الصحة للتصدي لتحديات داء السل في المغرب".