من فاس.. باحث فلسطيني: رواد التواصل الاجتماعي تصدوا للتضليل الإعلامي الإسرائيلي

محمد فرنان

سجّل الباحث في علوم الإعلام والاتصال، أحمد رضوان، من دولة فلسطين، أن "الصحفيون يتعرضون لتحديات مهنية وجسدية بسبب استهداف الاحتلال لهم وللمؤسسات الإعلامية، ما أثر على قدرتهم في التغطية الإعلامية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".

وأضاف الباحث في ورقة علمية تحت عنوان "استخدام الصحفيين لشبكات التواصل الاجتماعي والمصادر المفتوحة في تغطية الحرب على غزة ودورها في إثراء الصحافة الاستقصائية"، زوال اليوم الأربعاء، بمركز الندوات والتكوين لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن "انقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة ونقص المعدات اللازمة للتغطية أدى لشح في المعلومات وتأخير توثيق الأحداث".

للإشارة، انطلق اليوم الأربعاء، مؤتمر "الصحافة الاستقصائية ومنهجية البحث العلمي في تغطية الحروب والنزاعات"، الذي يعقده مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس، بشراكة مع مركز الجزيرة للدراسات بقطر.

وخلص إلى أن "انتشار الأخبار المضللة عبر شبكات التواصل الاجتماعي فاقم من الأعباء المهنية لدى الصحفيين سيما خلال عملية جمع المعلومات أو التحقق منها، وتعرض الصحفيون إلى تحديات نفسية بسبب كثافة الأحداث في الحرب وتعرضهم للمشاهد القاسية".

واعتبر أن "شبكات التواصل الاجتماعي وأدوات المصادر المفتوحة هي أدوات فعالة للتغطية والتحقق من الأخبار لكنها واجهت تحديات فنية بسبب انقطاع الانترنت والاتصالات، وساهمت بوصفها منفذا معلوماتيا بإثراء محتوى الصحافة الاستقصائية".

وأكد المتحدث ذاته، أن "الصحفيون اعتمدوا على الوسائل التقليدية للتحقق من الأخبار مثل شهود العيان والمصادر المحلية والميدانية، وأوكلت مهمة التحقق من الأخبار للصحفيين الذين تتوفر لديهم أدوات متخصصة وظروف مناسبة".

ودعا إلى "ضرورة توفير الحماية وضمان حرية الحركة للصحفيين أثناء تغطية الحروب والنزاعات، وتزويدهم بالمعدات اللازمة للتغطية، وتوفير تقنيات بديلة تمكن الصحفيين من الوصول للإنترنت وتدعم استمرار تغطيتهم".

وطالب بـ"تدريب الصحفيين على أدوات التحقق من الأخبار وأدوات المصادر المفتوحة بما يتناسب مع مسؤولياتهم المهنية، للحد من انتشار الأخبار المضللة عبر شبكات التواصل الاجتماعي".

وأوضح أن "الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (2023-2024) تشكل مثالا حيا لتحديات غير مسبوقة تواجه الصحفيين، لا سيما في مجال التغطية الإعلامية والممارسة الصحفية على اختلاف أشكالها".

وتابع: "فرضت القيود الميدانية، مثل استهداف الطواقم والمؤسسات الإعلامية وانقطاع الإنترنت والاتصالات، واقعا جديدا أعاق إمكانية جمع المعلومات والتحقق منها، ومع تفاقم استراتيجيات التضليل الإعلامي الذي اعتمده اسرائيل بهدف التلاعب بالسرديات، برزت شبكات التواصل الاجتماعي والمصادر المفتوحة كأدوات حاسمة، وإن كانت محاطة بتحديات مهنية وأخلاقية، لتغطية الأحداث والتحقق من الأخبار".

وأبرز أن "هذه الحرب لم تكشف عن هشاشة البنية التقليدية للصحافة في أوقات الحروب والنزاعات فحسب، بل تطرح بعدا أخلاقيا حول دور الإعلام في سياق التدفق الهائل للمعلومات والتلاعب بالروايات".

اعتمد الباحث على "المنهج الكيفي لاستكشاف استخدام الصحفيين لشبكات التواصل الاجتماعي في تغطية الحرب الإسرائيلية على غزة (2023-2024) ودورها في إثراء الصحافة الاستقصائية عبر استخدام أداتين رئيسيتين: المقابلات الشخصية ومقابلات معمقة مع سبعة صحفيين".

وسعى الباحث في دارسة الحالة حول "دور شبكات التواصل الاجتماعي في توفير مواد مصورة حول مجزرة المستشفى المعمداني في 17 أكتوبر 2023 وأثر ذلك في إنجاز تحقيقات صحفية والتحقق من الروايات".