بعد تفجر فضيحة الاعتداءات الجنسية وتحرشات هارفي وينستين، المنتج السينمائي العالمي بممثلات مشهورات طيلة سنوات، انطلقت حملة دولية في "تويتر" و"فيسبوك" تحث النساء على فضح المتحرشين. مشهورات مغربيات، قررن أن ينوبن عن جميع النساء المجبرات على الصمت، ويتحدثن في شهادات لـ"تيلكيل"، حول التحرش الجنسي الذي تعرضن له. في الحلقة الثامنة، البوح للمياء بازير، الفاعلة الجمعوية المغربية الحاصلة على "جائزة الأمم المتحدة للعمل التطوعي" لسنة 2015، والمهتمة بقضية التمكين للمرأة، وإقرار المساواة بين الجنسين.
سبق أن حصل لي في الإطار المهني، أن صرح لي رجل يكبرني سنا بكثير بحبه لي. وضعت حدا للموضوع على التو، فلم تتحول النازلة إلى مصدر إزعاج.
رد فعلي جعله لا يقدم على محاولة استمالتي، وأعتقد أنني لم أكن ضحية للتحرش حينها، وفي جميع الأحوال، فلا شيء يمنع أحدا من السقوط في شراك الحب.
وبالمقابل، أجدني أعاني من التحرش في الشارع يوميا.
إقرأ أيضا: فاتي الجوهري: تحرش بي منتج أفلام ورجل أعمال
ذات نهاية أسبوع، وكما هي عادتي منذ الطفولة، كنت أتنزه في شاطئ مدينة الجديدة، عقب قضائي لأسبوع ناجح شعرت إثره بالفخر نظرا لمشاركتي في محاضرات تناولت خلالها واقع المرأة بالذات، كنت مغمورة بالشعور بمدى الاعتراف الذي نلت وبكوني فاعلة في المجتمع، وذلك إلى حين توقف سيارة ركابها شباب أكبرهم، فانطلقت الأمور بدون خشونة في البداية، بعبارات تغزل ستتحول إلى عبارات سب وتهديد بفعل عدم مسايرتي للمتغزل بي.
كنت أخال أن تربيتي وشبكات علاقاتي وأنشطتي النضالية تحميني، لأكتشف آنذاك أن كل هذا غير مفيد أمام شخص يقوم بتهديدك.
إقرأ أيضا: حكايات المغربيات مع التحرش.. شهادات منيب والزعيمي والشنا والمنصوري
ما كان مهما في تلك اللحظة هو التفوق الجسدي لذلك الشاب وكوني امرأة. أما باقي هوياتي المواطنة والاجتماعية والمهنية والسياسية فقد تبددت. كنت امرأة ليس إلا، امرأة عاجزة أمام شاب هو أيضا، بشكل من الأشكال، ضحية لنظام جعله محبطا وجاهلا.
تأثرت كثيرا جراء الحادث لأنني شعرت بتعرضي للتحجيم كإنسان من جهة أولى، ومن جهة ثانية، لأن ما حصل ذكرني بأنه يمكننا النقاش وفق هوانا عن هذه الإشكاليات في أجمل الصالونات، لكن الواقع يعلو ولا يعلى عليه. ونحن نكون جد بعيدين عن هذا الواقع في أغلب من الأحيان.