أعلنت وزارة الثقافة والاتصال أن فريقا دوليا من الباحثين من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، بالرباط، ومتحف التاريخ الطبيعي بلندن وجامعة أكسفورد اكتشف أداة مصنوعة من العظام يعود تاريخها إلى 90 ألف سنة تم العثور عليها بمغارة دار السلطان 1 بالرباط. ووفق دراسة نشرت في 3 أكتوبر 2018 بالمجلة الأمريكية "Plos One"، فان هذه الأداة العظمية هي من بين أقدم الأدوات المتخصصة التي استعملها الإنسان في تلك الحقبة لعدة أغراض، واختلف صنعها عن القطع الأثرية من نفس العمر التي تم اكتشافها بشرق وجنوب إفريقيا. وتم هذا الاكتشاف بموقع دار السلطان 1، جنوب مدينة الرباط و الواقع على بعد حوالي 260 متراً من الساحل الأطلسي المغربي.
وأضاف بلاغ لوزارة محمد الأعرج، الصادر اليوم الأربعاء، أنه بعد دراسة مستفيضة عن طريق المجهر الماسح الإلكتروني والتصوير الشعاعي الطبقي، استطاع الفريق العلمي الذي يشرف عليه عبد الجليل بوزوكار، أستاذ باحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، من التوصل إلى أن الأداة تم صنعها من أضلع أحد الثدييات الكبيرة، وتم صقلها وشحذها لتأخذ شكل سكين طوله لا يتعدى 13 سم من خلال سلسلة معقدة من التعديلات. و تم تأريخ الطبقة التي تحتوي على هذه الأداة بـ90 ألف سنة.
وتجدر الإشارة أن المجموعات البشرية التي استقرت بموقع دار السلطان 1 خلال تلك الحقبة تسمى العاتيرية، وكان بمقدورها صنع أدوات أخرى بطرق معقدة وبمهارة عالية.
ويشير هذا الاكتشاف إلى ظهور هذه التقنيات بشمال إفريقيا بحوالي 45 ألف سنة قبل المجموعات البشرية لإنسان "لنياندرتال" بأوروبا. ويقدم هذا الاكتشاف معطيات جديدة عن الإدراك البشري، كما يبين أن هذا النوع من الأدوات ظهر على الأرجح لاستغلال الموارد البحرية استجابة للتغيرات في النظام الغذائي للإنسان خلال تلك الفترة المقدر تاريخها بـ90 ألف سنة.