احتفل الأمازيغ، أمام البرلمان اليوم السبت، برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2969، الذي يوافق 13 يناير ميلادي، بمطلب أساس وهو جعل رأس السنة عيدا وطنيا ويوم عطلة مؤدى عنه، كما الشأن مع فاتح محرم، أو فاتح يناير الميلادي، خصوصا أن دستور 2011 جعل الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية.
وكان الحسين أيت باحسين، وهو باحث مغربي في الثقافة الأمازيغية، قد صرح لـ"تيل كيل عربي"، أن في أصول الاحتفال بهذه المناسبة التي يطلق عليها "ينّاير"، روايتان مختلفتان. الأولى تعتبر "ينّاير" رمزا للاحتفال بالأرض والفلاحة عموما، وتفاؤلا بسنة خير وغلّة وفيرة على الفلاحين وعلى الناس عموما.
والثانية فتذهب إلى القول بأن الاحتفال يعتبر ذكرى لليوم الذي انتصر فيه الملك الأمازيغي "شاشناق" أو "شيشونق" على الفرعون المصري "رمسيس الثاني" في مصر.
إقرأ أيضا: السنة الأمازيغية.. القصة الكاملة للمناسبة وخلفياتها
وأضاف أيت باحسين أن "الروايات التي تربط هذا الاحتفال بانتصار شيشونق الليبي (الأمازيغي) على رمسيس الثاني (الفرعون المصري) تجانب الحقيقة التاريخية، لكون رمسيس الثاني توفى سنة 1213 قبل الميلاد. بينما شيشونق الأول اعتلى عرش مصر الفرعونية سنة 950 قبل الميلاد، وتوجد مجموعة من المصادر، باللغة الإنجليزية، التي تورد معلومات دقيقة عن هذا الموضوع".
وبينما تتعدد مظاهر الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، إلا أنها تشترك في تحريم الطبخ ليلة رأس السنة، ليكتفي المحتفلون بتناول وجبة "تاكلا"، وهي مزيج من الدقيق والماء والملح والزبد والعسل، وفي زراعة شجر الزيتون في أول أيام السنة الجديدة التي تصادف هذا العام الذكرى 2968 للانتصار على الفراعنة.
وقال حسن إدبلقاسم، وهو خبير سابق لدى الأمم المتحدة حول حقوق الشعوب الأصلية، في تصريح سابق أيضا، أن "هذه الطقوس تُبرز الاحتفاء بخصوبة الأرض وبتمنيات الأمازيغ أن تكون السنة الأمازيغية الجديدة خصبة وكثيرة النعم، فهذا الاحتفال له ارتباط بالأرض وبمنتجات الأرض".
ولفت إلى أن "طقوس احتفالات الأمازيغ برأس السنة الأمازيغية ما يزال محتفظا بها في المغرب وبقية دول شمال إفريقيا وغربه، وفي موريتانيا ومالي والساحل، حيث يوجد الطوارق، إضافة إلى نيجيريا".
وأضاف إدبلقاسم أن "احتفالات رأس السنة الأمازيغية كانت ممنوعة وجرى قمعها بأشكال مختلفة، لتعود من جديد كواحد من مظاهر النهوض بالثقافة الأمازيغية العريقة".
اسكاس امباركي...