في قلب العاصمة الرباط، افترشت سبع منصات الشوارع والساحات لتخليد ذكرى فاتح ماي، حيث جددت النقابات صرخاتها العمالية وسط هتافات وشعارات سياسية واجتماعية.
كان لفلسطين حضور لافت، فيما حضرت المطالب الاجتماعية والعمالية على منصات مختلفة.
بالقرب من "باب الحد"، شهدت منصة المنظمة الديمقراطية للشغل رفع أعلام عدد من الدول الإفريقية، مع مشاركة عمال من الجاليات الإفريقية جنوب الصحراء، كما جرت العادة في تظاهرتها السنوية.
ومن أبرز الشعارات التي رفعت في المنصة، "الوفاء لرموز الحركة النقابية"، تخليدا لأسماء مناضلين مثل الناجي مالك، وعبد القادر أزريع، وعبد المجيد بوزبع، ومحمد نوبير الأموي، وحبيب كروم.
وخصص شعار بارز للقضية الفلسطينية: "اغضب من أجل فلسطين"، تأكيدا على التضامن المستمر مع الشعب الفلسطيني.
غير بعيد عن مأوى الشباب، صدحت مكبرات الصوت في منصة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بشعار "الحريات النقابية أساس التنمية".
وجددت النقابة دعمها للوحدة الترابية للمملكة من خلال العبارة الشهيرة: "المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها"، وأكدت في الوقت ذاته تضامنها مع نضالات الشعب الفلسطيني.
وتحت شمس صباحية حارقة، اختار بعض المناضلين الاحتماء بسور "باب الحد"، أو اللجوء إلى المقاهي القريبة من المنصات التي ينتمون إليها، بحثا عن ظل يقيهم حرارة الجو.
في الجهة المقابلة لوزارة العدل، وبين لافتات فيدرالية النقابات الديمقراطية، ارتفعت الأغاني الفلسطينية في خلفية المنصة، فيما صدحت بشعار: "لا تنمية بدون عدالة اجتماعية، ولا عدالة اجتماعية بدون حقوق العمال والعاملات".
أما مناضلو الاتحاد المغربي للشغل، فاحتشدوا بمحاذاة مقرهم، مجددين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ومطالبين بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وإلى جانب القضايا العمالية، طرح مشاركون في احتفالات فاتح ماي ملف "الإصلاح العادل لقطاع سيارات الأجرة"، محذرين من تفاقم ظاهرة النقل السري، واصفين إياه بـ"التجاوز الخطير والتواطؤ المرفوض".
أمام مبنى البرلمان، نظمت الجامعة الوطنية للتعليم احتفالها الخاص، وارتفع العلم الفلسطيني فوق منصتها، إلى جانب شعارات مطلبية تتعلق بوضعية نساء ورجال التعليم.
وفي محيط محطة قطار الرباط المدينة، كانت منصة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تعج بالأصوات والهتافات، واستقبلت المشاركين بأغان فلسطينية مثل "وين الشعب العربي وين؟".
وطالبت النقابة برفع الأجور، والتصدي لما وصفته بـ"مخطط المس بمكتسبات التقاعد".
قرب حديقة حسان، نصبت منصة اتحاد النقابات الشعبية، حيث تحدث أحد النقابيين عن معاناة العاملين في مؤسسة "دار السكة" بسلا، المكلفين بطباعة الأوراق النقدية.
وقال المتحدث إن هؤلاء يعانون التهميش، رغم طبيعة عملهم الحساسة، موضحا أن "أجورهم لا تزال هزيلة، وبعد عشر سنوات من العمل، بالكاد يصل المستخدم إلى راتب 6500 درهم".
وعند أحد مداخل حديقة حسان، حضرت أيضا شخصيات سياسية لتخليد المناسبة، من بينهم محمد يتيم، وإدريس الأزمي في منصة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب حيث تداخلت النقاشات بين ما هو سياسي ونقابي، وتراوحت بين تشخيص الوضع الراهن واستعجالية المطالب الاجتماعية للشغيلة المغربية.