لم يخسر عبد الإله الحمدوشي رهان الإقدام على التقاعد النسبي من سلك التعليم، بعدما أتعبته السنون في العمل داخل فصول الثانوية لتدريس اللغة العربية، ولأنه يعشق الكتابة، قرر مواصلة عشقه، لامتهان كتابة السيناريو، لكن قبل دخول غمار هذا التخصص، تدربت أنامله على كتابة الرواية البوليسية، ليصبح أحد الكتاب القلائل في العالم العربي الذين أبدعوا في هذا الجنس.
ولد عبدالإله الحمدوشي في عقد الخمسينات بمدينة مكناس، وله أكثر من رواية بوليسية، ترجمت بعضها إلى اللغة الإنجليزية، وهو عضو في اتحاد كتاب المغرب منذ 1994، واليوم يعتبر من أشهر كتاب السيناريو، إذ يعتبر فيلمه الأخير "لحنش" أنجح الأفلام في تاريخ السينما المغربية من حيث المداخيل.
يرى الحمدوشي أن أزمة الجودة في السينما والتلفزيون ليست مرتبطة دائما برداءة السيناريو، ويقول إن أغلب طلبة السينما لا يولون أهمية لكتابة السيناريو، وهو ما يفسر ضعف هذا التخصص في المغرب، لكنه، في الوقت نفسه، يرى أن على كاتب السيناريو أن يتوفر على ثقافة عامة واسعة، وأن يكون قارئا شرها للكتب وعاشقا للتاريخ والسياسة وعلم الاجتماع والفنون، وهو ما يصعب مهامه، كما يرى أن الإشكال لا يقتصر فقط على تقنيات كتابة السيناريو، لأن الأهم هو التوفر على قصة محبوكة.