خلق الفيلم المغربي "سيد المجهول" انقساما بين الجمهور الذي حضر بكثافة، يوم أمس الأربعاء، لمشاهدة أول الأفلام الطويلة للمخرج الشاب علاء الدين الجم والمتسابق على جوائز مهرجان الفيلم الدولي بمراكش.
وبينما لقي الفيلم استقبالا لدى شرائح الشباب بسبب اعتماده في مشاهد كثيرة على الكوميديا، لم ينجح الفيلم في إقناع بعض مهنيي السينما المغربية باستحقاق الفيلم التواجد ضمن خانة أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش، ورأى البعض إن قصته مستنسخة من قصة الفيلم المغربي "الزفت" الذي صدر سنة 1984 من إخراج الطيب الصديقي.
وفضل أغلب المهنيين الاختباء وراء "الأوف"، لكشف أرائهم حول الفيلم، وقال مخرج مغربي لـ"تيلكيل عربي" إن الفيلم خيب آماله، بينما يرى مخرج آخر، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الفيلم عانى من ضعف الربط المنطقي للسرد القصصي، كـ"لص لا يملك ثمن مبيت في فندق رخيص، لكنه يمتلك منظار قرب متطور"، أو ما المغزى من إعادة بناء ضريح ثان، في حين أن تفجير الأول هو ما جلب المال؟ ما مغزى نجاة اللص من انفجار حزمة ديناميت وضعت قرب الباب، فانهار الضريح وأفلت اللص؟
بعض المتتبعين السينمائيين قالوا إن الفيلم المغربي، المختار ضمن المسابقة الرسمية، تكرار لأول عمل سينمائي للمسرحي المغربي الراحل الطيب الصديقي وهو فيلم "الزفت" الذي يروي قصة بلدة في الجبال، تنتظر شق الطريق المعبد إليها، غير أن مسار الطريق الجديد يعترضه مقام ولي صالح.
ويرى الممثل أنس الباز، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، أن الفيلم هو أول الأعمال الطويلة للمخرج الشاب علاء الدين الجم، وأنه أعجب كثيرا بردود فعل الجمهور؛ سواء أثناء العرض، أو بعده، وأنه يتمنى أن يبقى لفترة أطول في قاعات السينما المغربية، عند عرضه وطنيا.
يحكي فيلم "سيد المجهول" قصة شاب خارج عن العدالة، وخارج للتو من السجن، يعود لقرية نائية بحثا عن مكان أموال خبأها بأرض مقفرة، وهي الأموال التي كانت سببا في سلب حريته لسنوات. وحينما يعود، يجد الأوضاع تغيرت، بعدما أقام سكان البلدة مزارا لسيد مجهول في موقع الدفينة.
حاول المخرج عرض ثلاثة قصص لثلاثة شبان، ففضلا عن "اللص"، هناك طبيب من المدينة يعين طبيبا في مستشفى لا يزوره الرجال، فتتحول حياته إلى روتين ممل يلجأ إلى قبول إجراء عملية زرع أنياب كلب حراسة الضريح متعاونا مع حلاق القرية،
ولأن الضريح المجهول يعتبر أقوى محرك لاقتصاد البلدة، وإن لم يكشف المخرج عن تاريخ تأسيسه، وكيف وصل المال إلى قبر "القديس المجهول"، فقد عينت له القرية حارسا خاصا ليليا مستقويا بكلب شرس.
أما القصة الثانية فهي لشاب يحلم بالهجرة ومغادرة القرية، غير أن علاقته الوطيدة بوالده المستميت في التشبت بأرضه التي قتلها الجفاف تمنعه من تحقيق حلمه.
بعد أن واصل الفلاح الصبور حرث أرضه شبه الموات، وصل إلى حقيقة ضرورة التخلص من الضريح لاعتباره فأل نحس وتخلف على البلدة. يمنع السكان الفلاح المثابر من تدمير الضريح، ويفشل السارق في استعادة ماله، بعدما بدأ يدب إلى عقله شك التصاق الخرافة وبالمعتقد، فيتردد في اقتحام الضريح بعدما تزامن وضع يده على الباب مع عاصفة رعدية أفزعته.
يموت الفلاح بعد دخوله في اكتئاب حاد، بسبب خذلان البشر والمطر، ويتخلص ابنه من قيود الأب، فيقرر الرحيل، لكن ليس قبل تفجير الضريح بالديناميت المستعمل من طرف عمال تشييد طريق عمومية، بشكل كوميدي. ينفجر الضريح لحظة اقتحام اللص للباب، ويعثر ابن الفلاح المتوفى على حقيبة مليئة بالمال، وينجو اللص بشكل غرائبي، فيقرر الابن بناء ضريح جديد على قبر والده، سماه على اسمه طبعا "سيدي براهيم".