أكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أن المملكة المغربية تولي اهتماما خاصا للقطاع الفلاحي، وبدوره المركزي في تحقيق الأمن الغذائي.
وقال بايتاس، خلال أشغال مؤتمر الأمن الغذائي العربي الذي ينعقد، على مدى يومين، إن هذا الاهتمام يأتي من منطلق النظرة الاستباقية للملك محمد السادس، لما لهذا القطاع من دور مركزي في تحقيق الأمن الغذائي، وتثبيت الاستقرار الاجتماعي، وترسيخ السيادة الوطنية.
وأكد المسؤول الوزاري أن توفير الغذاء يشكل إحدى الانشغالات الأساسية التي يجب أن ينبني عليها كل نموذج تنموي يسعى إلى الاستجابة الفعلية لمتطلبات المواطنين، مشيرا إلى اعتماد المملكة لمخطط المغرب الأخضر ومخطط "الجيل الأخضر"، كإستراتيجيات فلاحية طموحة، وآليات ناجحة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية المستدامة.
وشدد بايتاس على أن أي سياسة فلاحية تستهدف تحقيق الوفرة الغذائية والأمن الغذائي تظل رهينة بوجود بيئة مشجعة على الاستثمار في القطاع الفلاحي، مذكرا بالميثاق الجديد للاستثمار الذي يروم تشجيع وتنمية الاستثمار، وتوجيهه نحو قطاعات الأنشطة ذات الأولوية.
وأبرز الوزير أن "الاستثمارات المرتبطة بتحقيق الأمن الطاقي والغذائي والمائي والصحي تقع في صلب هذا الميثاق؛ إذ يشكل هذا النوع من الاستثمارات أحد الغايات التي يستهدفها نظام الدعم الإستراتيجي الذي يعتبر أحد ركائز مربع دعم الاستثمار".
وأشار، من جهة أخرى، إلى أن قيمة الأمن والسيادة الغذائية ظهرت، بكل وضوح، خلال الظرفية العالمية التي لازمت جائحة "كورونا" والتغيرات المناخية والتوترات العالمية الراهنة؛ إذ تبين أن توفير الغذاء لا يعد مجرد نشاط اقتصادي منتج للقيمة المضافة أو محركا للتنمية البشرية، بل جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية.
يشار إلى أن هذه التظاهرة العربية، المنظمة بتعاون بين جامعة الغرف المغربية للتجارة والصناعة والخدمات واتحاد الغرف العربية، تحت الرعاية الملكية، تناقش قضايا الأمن الغذائي بالبلدان العربية من زوايا ومنظورات متنوعة.
ويسعى هذا المؤتمر، الذي يعالج موضوع "الصناعات الغذائية ودورها في تحقيق الأمن الغذائي"، إلى أن يكون فضاء للتفكير وتبادل الآراء، في محاولة للتوصل إلى حلول عملية ومستدامة للتحديات التي تواجه العالم العربي.