بعد الاحتقان الذي شهدته وتشهدف مدينة جرادة، عقب وفاة شقيقين تحت ركام حفرة لاستخراج الفحم الحجري، أصدر وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت تعليمات بعقد لقاء تواصلي بين السلطات بالمدينة، للوقوف على الإكراهات التي يعيشها الإقليم وبحث سبل معالجتها.
في السياق، نظم صباح اليوم السبت بمقر عمالة إقليم جرادة، لقاء تواصلي مع المجلس الإقليمي، ترأسه والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد معاذ الجامعي وعامل الإقليم مبروك ثابت.
وأبرز والي الجهة، في كلمة افتتاحية، أن هذا اللقاء الذي يأتي بتعليمات من وزير الداخلية، ويمثل مناسبة للإنصات للمنتخبين، والإطلاع على هموم وانشغالات المواطنين، والعمل بالتالي على معالجة الإكراهات المطروحة حسب الأوليات .
وأضاف الجامعي أن "إقليم جرادة، الذي قدم الكثير للوطن، يتميز بكونه يتوفر على خزان مهم من الموارد البشرية الطموحة، وهو ما سيتم العمل على استثماره من أجل تنمية الإقليم، وذلك بتضافر جهود جميع الجهات المعنية".
من جانبه أكد رئيس المجلس الإقليمي محمد عبد اللاوي على "ضرورة استلهام مقاربة تنموية شمولية من التوجه الملكي الداعي إلى بلورة نموذج تنموي جديد في إطار التفعيل الحقيقي لخيار الجهوية المتقدمة".
ودعا المتحدث ذاته إلى العمل على "الإقرار الفعلي للعدالة المجالية في المجال التنموي من أجل تدارك الخصاص المتراكم في العالم القروي والمناطق النائية، فضلا عن تعزيز البنيات التحتية، والنهوض بالأوضاع الإجتماعية، وتحسين الولوج إلى الخدمات الإجتماعية ، وتيسير تنقل الأشخاص والبضائع داخل الإقليم من خلال إنجاز الطرق وإصلاح المسالك بالوسط القروي".
من جانبهم، أكد المتدخلون خلال هذا اللقاء، الذي حضره ممثلو عدد من المصالح الخارجية، على ضرورة وضع خطط تنموية خاصة بالإقليم، والبحث عن بدائل اقتصادية لمناجم الفحم بجرادة، وتحفيز الإستثمار، وذلك من أجل خلق فرص الشغل، وإيجاد مصادر قارة للدخل".
وسجل المتدخلون أن الإقليم يعاني منذ إغلاق مناجم الفحم سنة 1998 من عدة مشاكل اقتصادية واجتماعية، ما يستدعي من الجميع بذل كافة الجهود الممكنة للنهوض بالإقليم وتحسين الأوضاع المعيشية للساكنة .