أكد الرئيس التنفيذي لشركة الأدوية البريطانية السويدية استرازينيكا الأحد إن اللقاح الذي طورته شركته بالتعاون مع جامعة اكسفورد تمكن من تحقيق "معادلة ناجحة" في ما يتعلق بالفاعلية لمكافحة كوفيد-19.
وقال باسكال سوريوت في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" إن لقاح "اكسفورد-استرازينيكا" الذي تقيمه حاليا هيئة ناظمة بريطانية مستقلة للمنتجات الطبية، يؤمن "حماية بنسبة 100 بالمئة" ضد الحالات الحادة من كوفيد-19 التي تتطلب دخول المستشفى.
واعرب عن اعتقاده أن التجارب ستظهر أن مؤسسته توصلت الى لقاح تساوي فعاليته لقاح "فايزر-بايونتيك" بنسبة 95 بالمئة و"موديرنا" بنسبة 94,5 بالمئة.
وقال "نعتقد اننا استدللنا الى المعادلة الناجحة وكيفية تحقيق فاعلية بعد جرعتين"، مشيرا الى أن هذه البيانات ستنشر في وقت ما.
وكان وزير الصحة المغربي، خالد آيت طالب، قال في حوار مع تيل كيل عربي" تعاقدنا مع شركتين لاقتناء لقاح الشركة الصينية "Sinopharm" وهي واحدة من بين سبع منتجين للقاح في العالم، كما تعاقدنا أيضا مع الشركة البريطانية السويدية "AstraZeneca"، وهناك اتفاقات وعقود موقعة بخصوص الجودة واليقظة الدوائية" .
وأصاف الوزير أن " البيانات العلمية التي أعلنت عنها شركة "AstraZeneca" بخصوص نتائج التجارب السريرية التي قامت بها في البرازيل، نتوصل بها. وبطبيعة الحال سوف نجمع كل هاته المعطيات و نقوم بوضع قوانين منظمة لعملية اللقاح، لأن أي دواء أو لقاح لا يمكن استعماله في المغرب، إذا لم يكن مرخصا له من طرف مديرية الأدوية والصيدلة، وهذا الترخيص مرتبط بالتراخيص الدولية" .
واستطرد "في هذا الإطار هناك دائما سيادة وطنية، بالإضافة إلى المتابعة الدولية لمنظمة الصحة العالمية، مع ضرورة الإشارة إلى أنه لا يجب أن يكون هناك خلط بالنسبة للبعض الذين يعتقدون أن علينا انتظار الترخيص من منظمة الصحة العالمية، هذه الأخيرة ليس لها هذا الامتياز هي فقط هنا لتقوم بالتأهيل".
وأعلنت الحكومة البريطانية في 23 ديسمبر أن مطوري لقاح "اكسفورد-استرازينيكا" قدموا بياناتهم الى الهيئة الناظمة لمنتجات الأدوية والرعاية الصحية. ومن المتوقع أن تعطي الهيئة موافقتها الاثنين لتوزيع اللقاح، وفق صحيفة "صنداي تلغراف".
وكان لقاح "فايزر-بايونتيك" الأول الذي يتم ترخيصه لاستخدامه من قبل الهيئات البريطانية في المملكة المتحدة، وقد تم اعطاؤه الى 600 الف من الفئات الأكثر ضعفا في البلاد منذ الشهر الماضي.
وكانت التجارب الأولية قد أظهرت نتائج متباينة في ما يتعلق بلقاح استرازينيكا. ففي البداية كان المعدل الوسطي للفاعلية 70 بالمئة، قبل ان يقفز الى 90 بالمئة بحسب الجرعة.
وخلف هذا المعدل الوسطي الناتج من تجارب واسعة النطاق أجريت في المملكة المتحدة والبرازيل، كان هناك فاعلية بنسبة 62 بالمئة لمن تناولوا جرعتين من اللقاح.
وبالنسبة الى المتطوعين الذين أخذوا نصف جرعة في البداية ثم أخرى كاملة بعد شهر، كانت الفاعلية بنسبة 90 بالمئة. وقال سوريوت إنه فوجئ بالنتائج الأولية، مضيفا "كنا نفضل نتائج أبسط".
وقوبل غياب الوضوح والشفافية بشأن التباين في النتائج بانتقادات واسعة. وقال سوريوت إنه لم يكن يتوقع الرفض الذي أعقب ذلك. وأضاف "افترضنا أن الناس سيصابون بخيبة أمل بعض الشيء، وهذا أمر مؤكد"، متابعا "لكننا لم نتوقع تلك العاصفة".
وتم تعليق آمال كبيرة على لقاح استرازينيكا، الذي يستند الى نسخة ضعيفة من فيروس مأخوذ من الشامبانزي، وذلك بسبب تكلفته المنخفضة.
ويتمتع لقاح استرازينيكا أيضا بأفضلية لوجستية، اذ يمكن تخزينه ونقله في ظروف تبريد عادية تراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية لمدة ستة أشهر على الأقل، وهذا لا يقارن بلقاح "فايزر-بايونتيك" الذي يحتاج لأن يخزن على سبعين درجة تحت الصفر.
ومن المتوقع أن يحظى لقاح استرازينيكا بكل المواصفات المطلوبة للمصادقة عليه من قبل الهيئات البريطانية.
وقد طلبت الحكومة البريطانية 100 مليون جرعة، ومن المقرر توفير 40 مليون جرعة بنهاية مارس.
ويأمل المسؤولون في المملكة المتحدة أن يتمكن اللقاح من وضح حد لتفشي الفيروس في بريطانيا التي تعد من الدول الأكثر تضررا مع تسجيلها نحو 70 ألف وفاة.
ووفقا لدراسة بريطانية، فإن الفيروس المتحور الجديد معد بنسبة 50 الى 74 بالمئة أكثر.
وفي محاولة لاحتواء انتشار المرض، تم وضع الملايين في جميع أنحاء بريطانيا تحت قيود إغلاق أكثر صرامة دخلت حيز التنفيذ في 26 ديسمبر.
كما فرضت عشرات الدول قيودا على السفر الى المملكة المتحدة لوقف انتشار الطفرة الجديدة.
وأقر وزير المال ريتشي سوناك في مقالة في صحيفة "مايل أون صنداي" بأن هذا العام كان "عاما صعبا للجميع في هذا البلد".
ومع ذلك أضاف أن "التوزيع المبكر للقاحات والعمل الرائع لعلمائنا وخدمة الصحة الوطنية تعني أنه يمكننا الآن رؤية الضوء في نهاية النفق".
وقالت الشركة المصنعة للأدوية في المملكة المتحدة إن نحو 200 مليون جرعة من لقاح استرازينيكا سيتم تصنيعها قبل نهاية العام، وأكثر من 700 مليون على مستوى العالم بحلول نهاية آذار/مارس من العام المقبل.