بسبب غياب التمويل.. شبح الجوع والرعاية يهدد الأطفال والمحتاجين في وضعية الشارع بالدار البيضاء

خديجة قدوري

يواجه العاملون في مؤسسة "Samusocial Casablanca"، ومعظمهم من الأمهات العازبات والأرامل، أوضاعًا صعبة، حيث يشتغلون بأجور زهيدة لضمان رعاية أطفال ونساء الشوارع. إلا أنهم لم يتقاضوا مستحقاتهم منذ أكثر من شهرين، مما أدى إلى طرد بعضهم من منازلهم لعدم قدرتهم على دفع الإيجار، وقطع الماء والكهرباء عن آخرين. كما أن العديد من الأطفال والمستفيدين من خدمات المؤسسة أصبحوا في وضعية حرجة، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات العيش. هذا ما أوضحته خلود قبالي، الناشطة الجمعوية، في تصريح لـ"تيلكيل عربي" اليوم الثلاثاء.

وأشارت الناشطة الجمعوية إلى أن الأطفال حاليًا يتم العمل على إعادة إدماجهم داخل عائلاتهم، غير أنهم يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء وحتى الأدوية اللازمة لرعايتهم، بسبب غياب الموارد المالية.

كما نوهت إلى أن هناك مسنين يعيشون في الشوارع، ينتظرون مساعدة المؤسسة، لكنهم اليوم لا يجدون ما يأكلونه، لأن المؤسسة لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة لتغطية احتياجاتهم الأساسية.

وأضافت قبالي قائلة: "التساؤل الكبير هو إلى أي حد سيظل "Samusocial Casablanca" قادرًا على الاستمرار في تقديم المساعدة لوحده، وهو يدعم عائلات ومجموعات كبيرة من الناس في هذه الظروف الصعبة".

في السياق ذاته، تواصل موقع "تيلكيل عربي" مع مصدر من داخل "Samusocial Casablanca"، فرع بوركون الذي أوضح أن المؤسسة تعنى بالأشخاص في وضعية الشارع وتشتغل بشراكة مع هيئة يقع مقرها ببوركون.

وأضاف المصدر أن الإسعاف الاجتماعي المتنقل يواجه إشكالية تتعلق بمنحة التسيير، ما أثر بشكل مباشر على الفئة المستهدفة، كما انعكس سلبًا على الأجراء الذين لم يتلقوا أجورهم منذ شهرين.

واستطرد المصدر قائلاً إن هذه الأزمة تخلف مشاكل اجتماعية جسيمة، إذ يوجد أجراء مهددون بإفراغ منازلهم بسبب عدم قدرتهم على أداء السومة الكرائية، كما أن البعض الآخر لم يتمكن من تسديد أقساط قروضه البنكية.

وتابع أن الأزمة لا تقتصر على الأجراء فقط، بل تطال أيضاً الأشخاص المستفيدين من خدمات المؤسسة، مشيراً إلى أن «Samusocial Casablanca" يشتغل وفق قطبين؛ الأول ميداني، حيث يتوجه الفريق إلى الشارع لمساعدة الأشخاص دون مأوى، والثاني داخل المركز، الذي يشهد بدوره تراجعاً في الخدمات بسبب الأزمة المالية. وأكد أن هذه الوضعية أثرت بشكل مباشر على جودة الخدمات المقدمة، خاصة مع وجود 40 نزيلاً متضرراً، مشيراً إلى أن المؤسسة تعتمد حالياً بشكل شبه كلي على تبرعات المحسنين.