جرى، أمس الأربعاء، بمراكش، توقيع مذكرة تفاهم بين المغرب، والمجموعة الصينية - الأوروبية "غوشن هاي تيك"، لتحديد معالم مشروع مصنع ضخم، الأول في إفريقيا، ومنظومته المندمجة بالمملكة.
وتروم هذه المذكرة، التي وقع عليها بالأحرف الأولى، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن الجزولي، والمدير العام لشركة "غوشن هاي تيك"، لي زهن، خلال حفل، على هامش معرض "Gitex Africa"، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، حضره، على الخصوص، رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، وعدد من المسؤولين المغاربة والصينين، (تروم) تعزيز التعاون في المجالات المرتبطة بالطاقات المتجددة واستعمالها، أساسا، في إنتاج سيارات كهربائية.
وأوضح بلاغ مشترك، أن المملكة تعتزم، من خلال هذه الشراكة، الانضمام إلى فاعل رئيسي في قطاع الطاقات المتجددة، الذي تعد مجموعة "فولسفاغن" لصناعة السيارات أحد مساهميه المرجعيين.
وأضاف المصدر ذاته، أن المجموعة الصينية - الأوروبية "غوشن هاي تيك"، الرائدة في قطاع الحركية الكهربائية، تعتزم إرساء منظومة صناعية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، ومنظومات تخزين الطاقة بالمغرب، موضحا أنه، ومن أجل دراسة مشروعها الاستثماري، انتقت مجموعة "غوشن هاي تيك" المملكة، التي فرضت نفسها باعتبارها رائدا في صناعة السيارات بإفريقيا.
وقال المدير العام لشركة "غوشن هاي تيك"، لي زهن، في تصريح للصحافة، عقب هذا الحفل، إن "التوقيع على مذكرة التفاهم هذه يعكس مساعي دعم قطاع الطاقات المتجددة بالمغرب"، مشيدا بدور عاهل البلاد في تنزيل أهداف الإستراتيجية الطاقية في هذا المجال.
وكشف أن التوقيع على المذكرة يروم تعزيز الانتقال من الطاقات الأحفورية إلى الطاقات النظيفة ومنزوعة الكربون، موضحا أنها تتمحور حول تعزيز استعمال الطاقة الشمسية والريحية، مع بحث السبل المثلى لتخزينها.
وبعدما أبرز أن المغرب يتوفر على إمكانات وموارد ريحية وشمسية هامة، تابع زهن أن "مجموعة "غوشن هاي تيك" بصدد بلورة مشروع استثماري هنا حول حلول تخزين الطاقة"، كاشفا أنه يرمي إلى "توفير الطاقة الخضراء لعموم السكان، والإسهام في التنمية الاقتصادية بالمغرب، إضافة إلى تنفيذ الإستراتيجية العالمية بشأن نزع الكربون".
من جهته، أبرز الجزولي، في تصريح مماثل، الأهمية التي تكتسيها هذه المذكرة، موضحا أنها "تتعلق بتوطين مصنع ضخم لصناعة البطاريات المخصصة للسيارات الكهربائية بالمغرب".
وكشف أن "مذكرة التفاهم هي بمثابة مرحلة أولى من التعاون"، مشيرا إلى أن المرحلة الموالية تتعلق بالعمل "يدا في يد بين الفرق المغربية والصينية وعموم الشركاء، من أجل الخلوص إلى بروتوكول اتفاقي يمكن هذه المجموعة الضخمة من مباشرة أعمالها الاستثمارية بالمغرب".
وأفاد الوزير بأنه "من شأن توطين هذا المصنع بالمغرب أن يحدث 30 ألف منصب شغل خلال 10 سنوات"، موضحا أن "هذا المصنع سيتطلب مبلغا استثماريا قدره 65 مليار درهم، في أفق العام 2030".
وتجدر الإشارة إلى أن "غوشن هاي تيك" تشغل حوالي 20 ألف عامل عبر العالم، موزعين على العديد من المواقع في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.
وحققت المجموعة، خلال سنة 2022، رقم معاملات بلغ 3.2 ملايير دولار، بارتفاع بنسبة 122.59 في المائة، بالمقارنة مع سنة 2021. وتعد هذه المجموعة رائدة في المجال الصناعي، في كل ما يرتبط ببعض التكنولوجيات الرئيسية.
وتعد المملكة المغربية رائدة على الصعيد القاري في إنتاج السيارات مع قطاع مندمج كليا في سلسلة قيمة السيارة العالمية. ويتوفر قطاع السيارات المغربي على طاقة ينتظر أن تصل إلى 1 مليون سيارة في السنة. ويتم تصدير 90 في المائة من إنتاج السيارات إلى أزيد من 75 بلدا عبر العالم.
وتميز حفل التوقيع بعرض شريط مؤسساتي يبرز العوائد الإيجابية للاستثمار في الطاقات النظيفة، والتركيز على محاور التعاون المغربي- الصيني، لاسيما في المجالات الاقتصادية، بحسب ما تنص عليه "مبادرة الحزام والطريق"، إضافة إلى النتائج المتوخاة من إحداث هذا المصنع الضخم، والتي تتجلى، أساسا، في تحقيق إنتاج سنوي يلبي احتياجات مليوني سيارة كهربائية من البطاريات وحلول التخزين.