بعكس ما نقلته صحيفة "إل باييس" الإسبانية، لم يشارك وزير الخارجية ناصر بوريطة، في المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي بشأن التعاون وتغير المناخ، المنعقد أمس الاثنين واليوم الثلاثاء، في السنغال، رغم أنه كان السبب وراء اعتذاره، في اللحظة الأخيرة، عن حضور منتدى الاتحاد من أجل المتوسط، أمس الاثنين، ببرشلونة.
ولم تعلن الخارجية المغربية عن أي توضيحات، سواء بشأن غياب بوريطة عن المؤتمر الوزاري الصيني الإفريقي، أو بخصوص اعتذاره عن حضور مؤتمر برشلونة.
من جهتها، فسرت مصادر بالخارجية الإسبانية اعتذار وزير الخارجية المغربي عن المشاركة في منتدى الاتحاد من أجل المتوسط، بكونه امتدادا للأزمة في العلاقات بين البلدين، التي كان يعتزم نظيره الإسباني تخفيف حدتها، قبل أن تحبط جميع مساعيه.
وناب عن بوريطة في حضور مؤتمر دكار سفير المغرب بالسنغال، الطالب برادة، الذي ألقى كلمة باسمه، حيث شدد على أن المغرب "يظل ملتزما بالعمل مع الصين من أجل إفريقيا لتحقيق تعاون براغماتي ومتضامن، يكرس لمنفعة قارتنا ويعامل كل شريك على قدم المساواة، ويسعى لتحقيق المصالح المثلى للجميع".
وأكد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الثلاثاء، في كلمة له أن "المغرب يظل ملتزما بالعمل مع الصين ومن أجل إفريقيا لتحقيق تعاون براغماتي ومتضامن".
وجاء في الكلمة التي ألقاها السفير الطالب برادة، أمام المؤتمر أن "المغرب يظل ملتزما بالعمل مع الصين ومن أجل إفريقيا لتحقيق تعاون براغماتي ومتضامن، يكرس لمنفعة قارتنا ويعامل كل شريك على قدم المساواة، ويسعى لتحقيق المصالح المثلى للجميع".
وأعرب عن "قناعة المملكة المغربية بأن إفريقيا لا تقل أهمية بالنسبة للصين، عما تمثله الصين من أهمية بالنسبة لإفريقيا.
وأكد السيد بوريطة أنه بغض النظر عن جائحة (كوفيد-19)، فإن المغرب الذي يعمل على الدوام لأن يكون محفزا ومحركا للتنمية وللسلام والأمن في إفريقيا، يجد نفسه بشكل طبيعي في المبادرات، التي تعزز التعاون جنوب جنوب، الفعال ومتعدد الأبعاد والمتضامن، مثل منتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك)".
وأبرز أن "المغرب متطلع بثقة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، بالنظـر لتجربة الشراكة الاستراتيجية المثمرة التي تربطه مع الصين، والتي أرسى دعائمها خلال سنة 2016 جلالة الملك محمد السادس ورئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ".
وأشار إلى أنه "في هذا الصدد، نؤمن بأهمية منتدى التعاون الصيني الإفريقي، لا سيما في المجالات ذات الأولوية لإفريقيا"، مقدما كأمثلة على ذلك الاستثمار في رأس المال البشري، وتكوين الشباب والتعليم المستمر، ونقل التكنولوجيا، والتصنيع في إفريقيا، أو الانتقال الرقمي في حقبة ما بعد "كوفيد-19".
وتطرق بوريطة، في هذا الإطار للتقدم المحرز في تعزيز الشراكة الصينية الإفريقية، "على الرغم من التحديات المشتركة، أو ربما بفضلها، بما في ذلك التحدي الصحي".
وأضاف أنه "تأسيسا على هذه النجاحات والثقة الناجمة عنها، اتخذنا خطوة إنشاء وحدة صناعية لتعبئة اللقاح المضاد لفيروس (كوفيد-19) في المغرب، والتي تستفيد من شراكة غير مسبوقة مع شركة سينوفارم الحكومية الصينية. هذه الوحدة ستضمن الاكتفاء الذاتي للمملكة وسيادتها الصحية، مع المساهمة في تحقيق السيادة الصحية للقارة الإفريقية".