تعالت زغاريد النساء وانطلقت أصوات منبهات السيارات لتكسر صمتاً طبع ليل الحسيمة، منذ أزيد من عام على الأحداث التي شهدتها منطقة الريف، والاعتقالات التي طالت عدد من النشطاء، غادر 188 منهم ليلة يوم أمس الثلاثاء، حسب مصدر مسؤول من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بموجب عفو ملكي بمناسبة عيد الأضحى.
مدينة الحسيمة عاشت يوم أمس فرحة الافراج عن النشطاء الذين اعتقلوا قبل أزيد من عام، وأدينوا بأحكام تتراوح بين العام وثلاث سنوات سجناً.
أمام المركب السجني المحلي بالحسمية، وحسب ما نقله نشطاء وأقارب من عائلات المعتقلين لـ"تيل كيل عربي"، هرعوا إلى عين المكان لاستقبال ذويهم المفرج عنهم، وكان عدد الذين استفادوا من العفو الملكي من السجن المحلي للمدنة 26 معقتلاً.
خلال خروج المعتقلين من سجن الحسيمة المحلي، ووسط انزال أمني مكثف، وجدوا في استقابلهم عدد من المواطنين وذويهم، وكل ما ظهر واحد منهم، علت زغاريد النساء والتصفيق من الرجال والأطفال، وعبارة واحدة تتكرر على سلامتكم، المفرج عنهم تم نقلهم مباشرة من أمام باب السجن على متن سيارات أجرة كانت تركن أمامه نحو منازلهم.
واستمر استقبال المعتقلين المفرج عنهم من مختلف سجون المملكة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، الذي يصادف عيد الأضحى، وكان عدد من أسر المعتقلين يرابطون قرب المحطة الطرقية لمدينة الحسيمة في انتظار وصولهم.
في سياق متصل، شهدت مدينة إمزورن القريبة من الحسيمة ليلة يوم أمس، شكلاً احتجاجياً نظمها العشرات من أبناء المدينة، مباشرة بعد بدأ تسريب أخبار العفو عن معتقلي حراك الريف، وساروا بين شوارع إمزورن مرددين شعارات تطالب باطلاق سراح باقي المعتقلين.
وإن كان نصيب المعتقلين على خلفية الحراك الذين يقضون عقوبتهم السجنية بمركب "عكاشة" هو 11 معقتلاً شملهم العفو، فإن عدد المعتقلين بسجن فاس الذين شملهم العفو بلغ 15 معقتلاً، فضلاً عن 34 معقتلاً من سجن تازة، و21 معتقلاً من سجن "عين عائشة"، بالإضافة على معتقلين آخرين بعدد من السجون.
عملية نقل المعتقلين من المدن البعيدة التي كانوا يقضون عقوبتهم داخل مركباتها السجنية، تكلف بها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بتنسيق مع السلطات المحلية، إذ تم تخصيص حافلات خاصة لهذا الغرض، نظراً لتزامن موعد الافراج مع وقت متأخر من الليل، وصعوبة تنقلهم نحو محلات سكناهم خلال هذه الفترة.