بعد انسحاب المعارضة.. استئناف جلسة النواب والأغلبية تفسر سبب غياب ميراوي

بشرى الردادي

تم، قبل قليل، استئناف الجلسة العمومية للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، وذلك بعد انسحاب فرق المعارضة، بسبب غياب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، عن مناقشة أزمة طلبة الطب والصيدلة.

وجاء الانسحاب بعد تعبير الحكومة المغربية، في رسالة موجهة إلى مكتب مجلس النواب، عن "عدم استعدادها للتفاعل مع بعض طلبات الفرق المقدمة إليها بخصوص هذا الموضوع".

وبمجرد انسحاب فرق المعارضة، طالبت فرق الأغلبية الحكومية برفع الجلسة، قصد الاجتماع برئيس مجلس النواب، للتشاور ومحاولة فهم أسباب غياب الوزير، مؤكدين: "هذا الموضوع يخص الأغلبية والمعارضة، هذا موضوع وليدات المغاربة كاملين".

وفور استئناف الجلسة، أوضح عمر حجيرة، رئيس الفريق النيابي لحزب الاستقلال بمجلس النواب: "اجتمعنا مع رئيس مجلس النواب، واستفسرنا عن أسباب عدم حضور الحكومة للتجاوب مع هذا الموضوع المهم، وفهمنا أن ظروفا خاصة حالت دون حضور ميراوي، الذي عبر عن رغبته في الحضور، في أي وقت يشاء البرلمان ذلك، وهذا ما تم تبليغ فرق المعارضة به، إلا أنهم أصروا على حضوره اليوم".

وفي التفاصيل، أثارت فرق المعارضة، في بداية الجلسة، موضوع احتقان كلية الطب والصيدلة، مستنكرة ما وصفته بـ"احتقار" الحكومة للبرلمان ولأسر الطلبة.

وكانت البداية مع إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، الذي أكد أن "إحالة طلب الفريق الذي يتعلق بالموضوع تمت، يوم 28 ماي 2024، إلا أنه ولحدود الساعة، مازال الطلبة يواجهون مصيرا مجهولا، ومنهم من هو حاصل على باكالوريا قديمة؛ ما يمنعه من التسجيل من جديد".

وتابع السنتيني أن "الغاية هي إثارة الانتباه، والتعجيل بإيجاد الحل المناسب للجميع، في إطار احترام الدولة وما يمليه القانون".

من جهته، قال رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية، إن "مكتب مجلس النواب تفاعل مع طلبات فرق المعارضة والأغلبية للتحدث عن موضوع طارئ؛ وهو الأزمة التي تعيشها كليات الطب، لنتفاجأ، اليوم، بأن الأمين لم يتلو أي مراسلة توصل بها المجلس من طرف الوزير المعني".

واعتبر حموني ما حصل "دليلا على احتقار الحكومة للبرلمان ولأسر الطلبة"، متسائلا: "يجب على الوزير أن يخبرنا بسبب رفضه القدوم إلى البرلمان، للإجابة على تساؤلات البرلمانيين. ألا يتوفر على معطيات؟ أليس الموضوع مستعجلا؟ هل الموضوع لا يهمه؟".

وتابع: "لدينا، اليوم، أزمة كبيرة وخطيرة. بالأمس، كان هناك إنزال كبير لأسر طلبة الطب والصيدلة، بينما الحكومة غائبة. على الأقل، كان على الوزير أن يعطي لمراسلة المجلس الموجهة له قيمة، ويفسر لنا سبب غيابه، لنرى إن كان عذره مقبولا أم لا".

بدوره، اعتبر عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، أن "موضوع طلبة الطب والصيدلة يبقى أهم موضوع في المغرب، حاليا؛ وهو ما يفرض على الحكومة ورئيسها إعطاء الوقت الكافي لإيجاد حل له".

وأضاف بووانو: "يمكن أن يكون سبب غياب الوزير هو سفره خارج أرض الوطن، إلا أنه كان بإمكان الناطق باسم الحكومة، الذي كان حاضرا في الحوار، تعويض مكانه تحت قبة البرلمان".

أما عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي، فاتهم الحكومة بالتعامل مع مراسلة مجلس النواب بـ"العبث"؛ حيث أبدى "استغرابه من طريقة تعاملها مع آلية رقابية تطمئن المغاربة".

وأوضح شهيد: "فبدل أن نمنح الجواب لأسر الطلبة، التي تضع أياديها على قلوبها، بسبب وقوف أبنائها على أبواب سنة بيضاء، نمنحهم الخواء. هذا أمر غريب!".